العدد 1775 - الإثنين 16 يوليو 2007م الموافق 01 رجب 1428هـ

بكين ترفع بطاقتها الإقتصادية الحمراء (1/4 )

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قال تقرير اقتصادي نشر أخيرا إن محللين يتوقعون ان تحل الصين مكان ألمانيا كثالث قوة اقتصادية في العالم في أواخر العام الجاري. ومن المنتظر ان تكشف بكين خلال الأيام القليلة المقبلة النقاب عن نسبة نمو قياسية جديدة للفصل الثاني.

وقبل أيام أعلنت السلطات الصينية عن ارتفاع نسبة النمو للعام 2006 الى 11.1 في المئةن وهو ما يتخطى التوقعات السابقة، ويعني أن إجمالي الناتج المحلي بلغ اكثر من 2650 مليار دولار. ويتوقع الاقتصاديون ان تكون نسبة النمو للفصل الثاني التي سيتم الاعلان عنها خلال الأيام المقلة قريبة او مماثلة للنسبة السابقة، اي 11.1 في المئة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن هونغ ليانغ الاقتصادي لدى شركة «غولدمان ساكس» قوله انه «مع هذه النسبة الجديدة من المحتمل جدا ان تتخطى الصين ألمانيا لتصبح القوة الاقتصادية الثالثة في العالم بالسعر الجاري للدولار بحلول نهاية السنة الجارية».

وتمكنت الصين على مدى ربع القرن الذي أعقب ثورتها الثانية من إثبات دورها الحيوي كأحد محركات نمو الاقتصاد العالمي، واستطاعت الدولة أن تجتذب استثمارات خارجية مباشرة بمليارات الدولارات لما تتمتع به من انخفاض في كلفة الأيدي العاملة، ووضع مستقر وجيد في الأسواق العالمية. وتحولت الصين بذلك إلى مركز العالم الصناعي. وتنتج الصين اليوم نحو نصف احتياجات العالم من الملابس، وثلث متطالبته من الهواتف المحمولة. واستطاعت الصين أن تحتل مكان اليابان كصاحبة أفضل فائض تجاري مع الولايات المتحدة. كما باتت تمثل اليوم ثاني أكبر حيازات سندات الخزانة الأميركية بعد اليابان، إذ تقوم باستيراد المعدات من اليابان، والفولاذ من كوريا الجنوبية، وزيت النخيل من تايلاند. وأسهمت شهية الصين الهائلة لاستيراد المواد الخام بمختلف أنواعها في إنعاش أسواق السلع على مستوى العالم. وبالإضافة إلى ذلك تعتبر الصين اليوم أكبر مستهلك للنحاس والألمنيوم والأسمنت. واحتلت في العام الماضي مكان اليابان كأكبر مستهلك للنفط على مستوى العالم، كما تعد الصين أكبر سوق للهواتف المحمولة في العالم، وثاني أكبر أسواق أجهزة الحاسوب الشخصي.

ولفهم المسار الإستراتيجي للإقتصاد الصيني لابد من العودة قليلا إلى الوراء، إلى مطلع القرن 21، عندما أشار تقرير اللجنة المركزية الثالثة عشرة للحزب الشيوعي الصيني في معرض تعليقه على استراتيجية تنمية الاقتصاد الصيني الى أن الخطة الاستراتيجية للبناء الاقتصادي في البلاد منذ الفترة التي أعقبت انعقاد الدورة الكاملة الثالثة للجنة الحزب المركزية الحادية عشرة تنقسم الى ثلاث مراحل: «المرحلة الأولي تشمل العام 1981 الى 1990 والهدف هو مضاعفة الناتج القومي لعام 1980 على أساس الأسعار المستقرة وحل مشكلة كفاية الغذاء والكساء لأبناء الشعب الصيني. والمرحلة الثانية تشمل الفترة من 1991 الى 2000 والهدف هو وصول الناتج القومي الاجمالي الى أربعة أضعاف العام 1980 وصعود معيشة الشعب الصيني الى مستوى «الحياة الرغيدة». أما المرحلة الثالثة فتشمل الفترة من 2001 الى 2050 والهدف هو رفع نصيب الفرد للناتج القومي الاجمالي الى المستوى المتوسط لنصيب الفرد من الدول المتطورة ومساعدة الشعب على أن يحيا حياة وافرة نوعا ما وانجاز عملية التحديث من حيث الأساس، ومن ثم تتقدم الصين على أساس النجاحات المذكورة تقدما حثيثا الى الأمام.

ومن المعلوم ان الرئيس الراحل دنغ شياو بينغ بصفة الرسام العام لسياسة الاصلاح والانفتاح على العالم الخارجي والبناء الحديث كان قد مارس دورا حاسما في تكوين الهدف الاستراتيجي لتنمية الاقتصاد الصيني . وفي يونيو/حزيران 1975، عندما اجتمع دنغ شياو بينغ الذي يرأس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، حينها، مع وفد أميركي قال اننا نطور الاقتصاد الاشتراكي، ونبنى بلادنا على هدى تعليم الرئيس ماو القاضي بالمرحلتين. والمرحلة الأولى تشمل حوالى عشرة أعوام، والهدف هو بناء الصناعة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا الصينية وتحويلها الى أنظمة مستقلة وكاملة نوعا ما، والوصول الى التطور الجيد نسبيا في شتى المجالات. والمرحلة الثانية تشمل من الوقت الحاضر الى نهاية العام 2000 والهدف هو بلوغ المستوى الحديث، أي الاقتراب أو الاقتراب النسبي من مستوى الدول المتطورة الحالية. وفي 6 ديسمبر/كانون الثاني 1979، عندما اجتمع دنغ شياو بينغ مع رئيس الوزراء الياباني ماسايوشي أوهيرى طرح فكرة « الحياة الرغيدة « المشهورة. فقال دنغ اننا نعتزم تحقيق التحديثات الأربعة الصينية الطراز. غير ان فكرة تحديثاتنا الأربعة تختلف عن فكرة تحديثاتكم وهي « أسرة ميسورة الحال «، وفي نهاية القرن العشرين، لا يزال الناتج القومي الاجمالي الصيني منخفضا حتى ولو وصلت التحديثات الأربعة الصينية الى هدف ما. واذا كنا نود الوصول الى مستوى الدول الغنية من بين دول العالم الثالث، مثلا الى نصيب فرد للناتج القومي الاجمالي ألف دولار أميركي فقط، فعلينا ان نبذل جهودا كبيرة. ولانزال متخلفين عن الدول الغربية حتى ولو وصلنا الى ذلك المستوى.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1775 - الإثنين 16 يوليو 2007م الموافق 01 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً