العدد 1774 - الأحد 15 يوليو 2007م الموافق 29 جمادى الآخرة 1428هـ

هنيئا للبحريني ابن البحرين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تصريحات حسين شريعتمداري في «كيهان» بتاريخ 9 يوليو/ تموز الجاري، أشعلت ردود فعل كثيرة، ولعل القاسم المشترك بين كل البحرينيين هو إدانتهم لما جاء في تلك التصريحات، ونحمد الله أن الأمور هدأت وأن ماء باردا رمي على نار اشتعلت من دون سبب ومن دون مبرر.

في وسط كل هذه التداخلات، كان واضحا أن هناك من يود أن يثبت أنه «بحريني» أكثر من غيره، ولأن هذا البعض يحمل في طياته «عقدة نقص» أزلية لسبب ما، فإنه ذهب إلى مسافات بعيدة للتعبير عن عقدة نقصه. أما البحرينيون الأصليون (من الشيعة والسنة) كانوا متوازنين في الرد، وذلك لأن ابن البحرين ليس لديه شك في أنه ابن البحرين، ولا يحتاج إلى أية شهادة من أي شخص كان ومن أية جهة كانت على وجه الكون لتقول له إنه بحريني...

فالبحريني بحريني من دون أن يشتم غيره، والبحريني بحريني من دون أن يحقد على فئة أخرى من المجتمع، والبحريني بحريني من دون أن يكون ضمن جماعة تنوي الشر بأهل البحرين الحقيقيين، والبحريني بحريني لأنه مهما حصل له من سجن وتشريد وتهميش وإقصاء وإبعاد وتحقير على المستوى الرسمي فإنه مستعد في كل لحظة لأن يفدي بلده البحرين... والبحريني بحريني ليس لأنه حصل على جواز أحمر بالسهولة التي يحصل فيها البعض على بطاقات هاتف «سمسم»، والبحريني بحريني حتى لو لم يعرف الفارسية ولم يستطع أن يقرأ ما كتبه شريعتمداري وانتظر أن يحصل على ترجمة أمينة قبل أن ينطق بتصريح هنا أو هناك، والبحريني بحريني حتى لو أن غيره من الأدعياء رفعوا رايات ولوحوا بها وكأنهم أبناء البلد دون غيرهم.

البحريني بحريني حتى لو أنه حرم من البعثات، البحريني بحريني حتى لو حرم من الخدمات الطبية المتطورة التي تعطى لغيره، البحريني بحريني حتى لو حُرم من المناصب والمعاشات التي تُمنح لغيره، البحريني بحريني حتى لو لم يُسمح له بشراء الأراضي والسكن في مناطق كثيرة في البلاد (عينك عينك من دون خجل)، البحريني بحريني حتى لو كان لا يستطيع رؤية سوى 10 في المئة من أرضه وأرض أجداده، البحريني بحريني من دون أن يصرخ ويشتم ويقذف الآخرين بالأحقاد... البحريني طيب ابن طيب، من أرض طيبة، ومآله إلى تراب طيب ورب رحيم يعرف قدره ولايظلمه ولايميز ضده ولايتهمه من دون حق.

البحريني بحريني، كان كذلك قبل عشرات ومئات وآلاف السنين، وسيبقى كذلك ما بقي في البحرين متر مربع واحد يضع قدمه عليه أو يدفن فيه... البحريني بحريني كما كان المرحوم السيد علي كمال الدين الذي نفته السلطة من البلاد العام 1956 وعرض عليه الشاه كل شيء ولكنه رفض ذلك وبقي في المنفى 14 عاما، صابرا على جور بلاده عليه. فهنيئا لكل بحريني أصيل من أية طائفة كان ومن أية فئة كانت، وبئسا لغيره من التعساء الذين سيكونون أول من يتنكر للبحرين، فيما لو امتحنوا كما امتحن ابن البحرين الحقيقي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1774 - الأحد 15 يوليو 2007م الموافق 29 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً