العدد 1773 - السبت 14 يوليو 2007م الموافق 28 جمادى الآخرة 1428هـ

حايرة... والشوق بين «عيونش»!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

بالنسبة لي شخصيا، كان الأسبوع الماضي أسبوعا شديد الحرارة، وليست الحرارة هنا حرارة الطقس فحسب، بل هي حرارة الحوادث والمفاجآت والمواقف، فمن اختفاء الطفل بدر إلى فتنة شريعتمداري إلى حوادث خليج توبلي ومكتشفاته النادرة من مخططات للبيع إلى نتائج «الحكم الصالح» وغيرها الكثير قد لا أتذكر جزئياته، وصولا إلى سيارة تقف أمامنا مباشرة – أنا وزميل لي – عند إشارة ضوئية، ليضحك زميلي فجأة ويشير إلى الزجاج الخلفي فأصاب أنا أيضا بحال من الضحك عندما قرأنا على زجاج السيارة عبارة أغنية مشهورة لمطرب عراقي مشهور لكنه كتبها باللهجة القروية البحرينية :«حايرة... والشوق بين عيونش».

يبدو أن ما يكتب على زجاج السيارات، وعلى رغم أنني لست من مؤيديه بسبب ما يثيره أحيانا من نعرات طائفية – يبدو أنه يزيل في بعض الأحيان احتقانا يرتفع من الأقدام إلى الرأس مرورا بالبلاعيم، ولأن زميلي أكمل دندنته مع الأغنية التي كان يحفظها عن ظهر قلب :« حايرة والشوق بين عيونش... خايفة تحبين ويلومونش...» لكن تغير ليغير معه كلمات الأغنية ويمثل أدوار الفنان الكوميدي علي مهنا حينما أكمل :«واقفة بوسط الدرب وأنا موداري.. ويش سوينه لك يا شريعتمداري.. خبصتنا.. خبصتنا والله خبصة... ترى والله أكيد ترى راسك بنقصه ».

في اعتقادي لو أننا تحولنا إلى استراحة فكاهية في نقاشاتنا الحامية اليومية اللامنتهية في هذا المجتمع الصغير المليء بالملفات الخطيرة والحساسة، لتمكنا من إزالة الكثير من الاحتقان، لكن المشكلة الكبرى التي أصبحت لصيقة بشعب البحرين هي أنه أثناء الحوار، أو قل ما يسمى بالحوار، يكره كل طرف الآخر! في الندوات والمحاضرات والنقاشات والحلقات الحوارية، تعودنا على سماع الكلمات الجاهزة الترحيبية والوصفية والعرفانية في الطرف الآخر واحترام الطرف الآخر وتقديرنا للطرف الآخر، لكن ما أن يبدأ الحوار حتى تكتشف صراحة، أن كل ما قيل عبارة عن كذب في كذب، فلا هذا يحترم ذاك والعكس صحيح.

(مو بس في الزرايب).. هذه مقولة زميل آخر حين يصف حوار البهائم، فبالنسبة له، لا يختلف الوضع، أثناء النقاش بين بني البشر والذي يتحول إلى حال من النزاع والفوضى والتشكيك وارتفاع الأصوات، فهذه الحال، لا تحدث فقط في مجتمع البهائم والحظائر، بل تحدث بين بعض أصناف البشر.

تلطيف الحوار، وتصفية القلوب لا يعني اطلاقا تحويل أي نقاش جاد إلى هزل... على العكس من ذلك، نتمنى أن تكون نقاشاتنا بقلوب صافية مرتاحة غير محتقنة، إذا أردنا أن تكون للنقاش فائدة.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 1773 - السبت 14 يوليو 2007م الموافق 28 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً