خمسة أيام طوت سر اختفاء الطفل « بدر» كما طوت السنوات الخمس الماضية سر اختفاء الطفلة « فاطمة» في ظروف غامضة وإن كانت غير متماثلة، ولم تكن قضية « الشاخوري» أوفر حظا، ما يدق ناقوس الخطر منبئا لوجود خلل على جميع الأصعدة أمنيا وإعلاميا ومجتمعيا، ففي الوقت الذي تتصدر فيه مثل تلك القضايا الصفحات الأولى من صحفنا اليومية وأحاديث المحافل المجتمعية فضلا عن أجندات عمل الجهاز الأمني برهة من الزمن يزول كل ذلك بمجرد زوال المؤثر وتغلق الأدراج على تلك الملفات طاوية سرها المدفون.

و لسنا في مقام البحث عن « شماعة» المخطئ بقدر ما نحن بحاجة إلى الوقوف وقفة حداد على مجتمع لم يعد يهزه منظر مسن ضرير يفترش الأرض بعد أن ألقى به إبنه قريبا من إحدى الأشجار، أو قضية أطفال تحفر قبورهم على مرأى من أعينهم في محاولة لاغتصابهم في إحدى مزارع المملكة، ماينبئ بتفشي ظاهرة انعدام المسئولية المجتمعية وخلق مناعة مضادة لدى الشارع في تفاعله مع مثل تلك القضايا.

ولا نستغرب هذا التوجه المجتمعي في ظل زوابع إعلامية تخمد مخلفة وراءها رماد ملفات في أدراج الجهاز الأمني تقيد ضد مجهول متناسيه المثل القائل « من أمن العقوبة أساء الأدب».