يبدو أن بعض تجارنا أعمت عيونهم المادة وضربوا بعرض الحائط كل مشاعر الإنسانية حين رفضوا الموافقة على قرار منع تشغيل العمال في قطاع الإنشاءات تحت الشمس في الأماكن المكشوفة في الفترة ما بين الثانية عشرة ظهرا والرابعة عصرا خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب.
هذه الفئة من التجار معذورة، لأنها ببساطة لم تذق طعم حرارة الشمس في هذه الفترة من أيام شهري يوليو وأغسطس، وهم (التجار) الذين ينطبق عليهم المثل القائل «الذي يده في الماء ليس كمن يده في النار»، فهم لا يتعرضون في مشوارهم اليومي إلى الشمس إلا حين الركوب والنزول من سياراتهم.
هذه الفئة من التجار الذين كانوا أول من هلل وطبل لتوقيع اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية، لما يحويه هذا الاتفاق من بنود تدعم توجهاتهم، غضوا الطرف عما يحويه هذا الاتفاق من واجباتهم وحقوق غيرهم.
90 ألف عامل - وهو ما يساوي 10 في المئة فقط ممن سيستفيدون من القرار في دولة الإمارات الذين يصل عددهم إلى 900 ألف عامل - يتقاضون بضعة دنانير شهريا ويعيشون في ظروف معيشية سيئة، سيسعدهم تطبيق هذا القرار، في مقابل ربما أقل من 10 في المئة من هذا العدد ارتأوا في القرار ما يخالف إرادتهم، فهل يا ترى هؤلاء الـ90 ألفا ليسوا بشرا مثلهم مثل التجار الذين يرفضون الرحمة لهؤلاء العمال؟
إقرأ أيضا لـ "أماني المسقطي"العدد 1772 - الجمعة 13 يوليو 2007م الموافق 27 جمادى الآخرة 1428هـ