أكد خطيب جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس (الجمعة) أن «تصريحات مندوب المرشد الأعلى في مؤسسة «كيهان» الصحافية الإيرانية حسين شريعتمداري تقابلها ثلاث جمل مختصرة، أولها أن أية علاقة تفاهم أو خلاف في بعض الأمور بين شعب البحرين وحكومته تعتبر مسألة داخلية بالكامل، وليس من المقبول أن يأتي توتير لها من أية جهة أخرى، وثانيا أن التصريحات باتت خلاف مقتضى المصلحة والتهدئة التي تحتاجها أوضاع المنطقة في الوقت الحالي، أما ثالثا فإن ما ذكر يعتبر كلاما لا واقع له، فالبحرين بلد مستقل ولا سيادة عليه من أية دولة أخرى».
وعلى صعيد ملف «العلمانية والإسلام» أعاد قاسم خطابه مجددا إلى السطح، وللأسبوع الثالث على التوالي، وقال: «الهجمة جاءت ابتداء من الطرف العلماني في بداية الأمر، إذ جاءت الكلمات تهاجم الإسلام في أسبوع واحد وكأن هناك تلاقي رأي على مهاجمة الإسلام، كما أنهم خلطوا خلطا متعمدا وسيئا لا ينبغي بين موضوع الاقتطاع لصالح تأمين التعطل، وموضوع المناداة بعزل الإسلام والحجر عليه، فهما موضوعان منفصلان لا علاقة لهما ببعض، والخلط بينهما جاء من باب المخالطة والمشابهة»، لافتا إلى أن «الموقف كان واضحا في أمر الاقتطاع وهو ثابت ولن يتغير، وأن بيان المجلس الإسلامي العلمائي متسق في هذا الإطار».
وأردف قاسم أن «لكل من الإسلام والعلمانية رأي في التدخل بالشأن العام وفي قضايا مثل حدود الحرية الشخصية والأحوال الشخصية والمساحة التي يعمل فيها الدين، وإذا نفت العلمانية حق الإسلام التدخل في كل هذه الأمور يعني إسقاطا للإسلام».
وأضاف قاسم في خطبته «حينما يقول الإسلام ان الحاكمية لله لا ينفي أن يعطى الشعب خياره بأن ينسجم مع إسلامه أو لا ينسجم، في الوقت الذي تقول فيه العلمانية ان الحاكمية للشعب وللرأي الغالب، وان التسقيط من كلا الطرفين قائم والمناداة به بدأت في الصحافة من العلمانية، وهناك اختلاف واقعي وتساقط من قبل الطرفين في الواقع، بينما المناداة بالإسقاط بدأت من الجانب العلماني، فإلغاء رأي الإسلام يعني أن رأي الإسلام يسقط ليرتفع الرأي العلماني والعكس صحيح، وهذا ما يدل على تمسك كلا الطرفين بالساحة».
وتابع قاسم حديثه قائلا: إن «الهجمة جاءت من العلمانية أولا وبعدة أقلام وبلغة صريحة، وأن أطروحاتي في أيام الانتفاضة بشأن العلاقة مع العلمانية كانت ولاتزال تتركز في قضيتين، الأولى ان التوافقات العملية مع العلمانية أو غيرها التي قد تقتضيها الظروف لا تعني أبدا التسامح في حرمة الإسلام أو الخروج على أحكامه، وأن الاختلاف المبدئي لا يمنع من التوافقات العملية الداخلة في مساحة المباح والمحققة لمصلحة المجتمع المسلم وهذا الوطن الكريم».
وأشار قاسم إلى أن «كلا الطرفين لم ينطلق في تحالفه مع الطرف الآخر إلا مع منظوره ومصلحته، وأنه لا يوجد منا من العلمانية على الشعب وإن دخلوا في توافق معنا في بعض المسائل، وأننا لسنا الطرف الأضعف في المعادلة، إذ يأتي في هذا الإطار التنازل المتبادل أو من طرف واحد عن بعض المصالح ولكن بلحاظ الضرورة في الأكثر ولو كانت ضرورة المصالح حدوثا أو بقاء، وكلمات المن على الشعب إما أنها لا مورد أو أساس لها أو أنها غير لائقة».
ثم عرج قاسم الى الحديث عن قضية المخدرات، وقال: «إن ما تناولته الصحف المحلية أخيرا بشأن عدد الممدنين على المخدرات الذين يتلقون العلاج في مستشفى الطب النفسي ما هم إلا عدد قليل أمام باقي الأشخاص الذين هم في طريقهم إلى الإدمان، ناهيك عن المدمنين الذين لم يدخلوا المستشفى لتلقي العلاج». وأضاف «ليس من المعقول ألا يكون وراء ظاهرة المخدرات في البحرين ولا متنفذ واحد أو صاحب منصب كبير، وخصوصا أنه تمضي سنوات عدة ويُسمع بأن المتعاطين والعاملين في هذا المجال يودعون في السجون باسم المخدرات، بينما لا نسمع بأي اسم من المتنفذين وكبار الشخصيات بأنه متورط بالمخدرات، وهو أمر يثير الريبة والاستغراب».
المعاودة: البحرين اختارت حكامها بالانتخاب المباشر
قال خطيب جامع الشيخ عيسى بن علي في المحرق النائب الشيخ عادل المعاودة في خطبة الجمعة أمس ان البحرين «اختارت حكامها بالطريقة التي لا توجد طريقة أقوى منها وهي الانتخاب المباشر»، وأضاف «ففي العام 1971، وتحت مظلة هيئة الأمم المتحدة، أجري استفتاء في البحرين على جميع العائلات والقبائل في قرى ومدن البلاد بشأن رأيهم فيما إذا كانوا يرغبون أن تكون البحرين تحت حكم الشاه المقبور أم تحت حكم عائلة آل خليفة، فاختار الجميع وبكل وضوح أن تكون البحرين تحت حكم آل خليفة. سنة وشيعة أرادوا حكم آل خليفة».
وفي السياق ذاته، دعا الشيخ المعاودة «جميع حكام الخليج إلى الوحدة والتوحد، في كل الأمور: القلوب، العقيدة، الأصل، الدم، الأرض، ويأتي بعد ذلك مسألة توحيد العملة وحرية التنقل بين الدول الخليجية دون عائق جواز السفر». كما دعا المعاودة أبناء الحكام إلى ضرورة الانخراط في السياسة والنزول إلى هموم الناس، وقال: «إن الله حبا هذه المنطقة بشعوب لديها استعداد لأنْ تقاتلَ من أجلكم فاستغلوا هذا الإجماع الشعبي وسخروا طاقاتكم وأوقاتكم لخدمتهم وحل مشكلاتهم».
الجودر: تصريحات شريعتمداري تمثل ضربا لشعب بأكمله
أكد خطيب جامع طارق بن زياد بالمحرق الشيخ صلاح الجودر في خطبته أمس أن تصريحات مندوب المرشد الأعلى في مؤسسة «كيهان» الصحافية الإيرانية حسين شريعتمداري تمثل فرزا واصطفافا لشعب بأسره، وأنها ليست للبحرين وللإمارات العربية المتحدة فحسب، وإنما لكل دول المنطقة وشعوبها.
وقال الجودر ان «البحرين ليست جزءا من الأراضي الإيرانية وأن الحكومة الإيرانية تعلمُ بأن البحرين لم تكن يوما تحت الوصاية الإيرانية، حين كانت (بلاد فارس) محصورة شرق جبال زاغوس، وأن الساحلَ الشرقي لإيران كانت تقطنُه القبائلُ العربية، ولم يكن لغيرِ القبائلِ العربيةِ موطئُ قدم فيها، فالساحلُ الشرقي للخليج كان ولايزال موطنا للقبائلِ والعشائرِ العربيةِ ولها امتدادات أسرية كبيرة في دولِ الخليجِ العربية».
وأشار الجودر إلى أن «الادعاءات التي وردت بشأن أن البحرين انفصلت عن إيران إثر تسويةٍ غيرِ قانونية، باطلة ولا أساس لها من الصحة، فالسجلاتُ والوثائقُ تُثبتُ بأن البحرين لم تكن في يومٍ من الأيامِ ضمن الخارطة الفارسية، فالجميعُ يعلم ما للأسرة الحاكمة من آل خليفة والقوى الوطنيةِ المخلصة من دورٍ فاعلٍ في استقلال البحرين عن الإرادةِ البريطانية».
وأضاف الجودر أن «مزاعم شريعتمداري بأن المطلب الأساسي للشعب البحريني حاليا هو إعادة هذه المحافظة للسلطة الإيرانية ادعاءات باطلة ومزاعم مزيفة في حق هذا الشعب الأبي».
العصفور: البحرين ترفض تصريحات شريعتمداري
قال خطيب جامع عالي الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) إن «تصريحات مندوب المرشد الأعلى في مؤسسة «كيهان» الصحافية الإيرانية حسين شريعتمداري لابد من إيضاح أسبابها والمصالح المرجوة على إثرها، في الوقت الذي ترفض الطائفة الشيعية في البحرين كل تلك التصريحات حال كانت من منطلق طائفي».
وأضاف العصفور أن «ما ورد في التصريحات كلام تجاوزه الزمن وهو غير معقول إطلاقا، وخصوصا أنه لا تعرف لماذا تطلق هذه التصريحات الجوفاء ولمصلحة من، كما أنه من المؤسف أن نسمع تلك التصريحات في الوقت والوضع السياسي الضيق والحرج التي تعانيه إيران داخليا وخارجيا، ناهيك عن إضرارها بالعلاقات التي يجب أن تكون وطيدة في الوقت الحالي بالنسبة إلى إيران».
وشدد العصفور على ضرورة عدم الانجرار وراء سياسات ومواقف الدول الغربية وقال إنها «دائما ما تدفع باتجاه الصدام السياسي، وهو ما لا يقبله ويرفضه الإسلام والمسلمون والدول العربية أيضا. كما أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي الأسباب وراء إثارة مشاعر المسلمين والعرب عموما وتحديهم، على رغم أنها لا تخلف سوى الحروب والمشكلات الطائفية والعرقية والأحزاب؟».
وأوضح العصفور أن «كل ما تقدمه الدول العربية من تضحيات لإرضاء الدول الغربية ولقبولها ضمن منظوماتها التجارية أو السياسية أو غيرها؛ لا يأتي في الأخير بنتيجة إيجابية باعتبار أن الغرب موقفه واضح بالنسبة للعرب.
العدد 1772 - الجمعة 13 يوليو 2007م الموافق 27 جمادى الآخرة 1428هـ