العدد 1772 - الجمعة 13 يوليو 2007م الموافق 27 جمادى الآخرة 1428هـ

رئيس الوزراء: علاقاتنا مع إيران قوية و«التصريحات» غير مسئولة

شريعتمداري اعتبر كلامه رأيا شخصيا ولا ضوء أخضر من خامنئي

قلل رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة من كلام مندوب المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية في إيران آية الله علي خامنئي ورئيس تحرير صحيفة «كيهان» حسين شريعتمداري بشأن «إن البحرين جزء من إيران»، ووصف سموه هذه التصريحات بأنها «كلام غير مسئول».

من جهته دافع شريعتمداري عن المسئولين في طهران، وتحمل مسئولية نشر الافتتاحية، وقال انها «تعبر عن وجهة نظره»، و»أنه لم يأخذ ضوءا أخضر من مرشد الثورة قبل نشر الافتتاحية التي أثارت جدلا عربيا واقليميا وايرانيا واسعا. وأوضح: «لا.. لم نأخذ رأي المرشد الاعلى في الافتتاحية قبل النشر. لم نعتد على هذا في «كيهان». لا في هذه القضية ولا في غيرها من القضايا». وجاءت تصريحات شريعتمداري التي نشرتها صحيفة «الشرق الاوسط» اللندنية امس قبل يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الى المنامة.

وبين شريعتمداري ان افتتاحيته «كانت أساسا عن الجزر الثلاث المتنازع عليها بين الامارات وإيران»، وأكد ان «الاشارة إلى البحرين جاءت في إطار التعليق على قضية الجزر الإماراتية». وأكد ان الافتتاحية تعبر عن رأيه الشخصي وان اختلاف الآراء حولها في إيران والخارج «شيء طبيعي».

النص الحرفي للمقال المثير

قال شريعتمداري في مقالته التي نشرت في التاسع من يوليو/ تموز الجاري ما نصه وفق الترجمة الحرفية لما نشرته صحيفة «كيهان» على موقعها الالكتروني:

«من بين جميع دول مجلس تعاون دول الخليج الفارسي، فإ البحرين لها قصة مختلفة، وذلك لأنها كانت في وقت من الأوقات جزءا من الاراضي الايرانية. وفي عملية غير شرعية وتواطؤ بين الشاه المقبور وحكومات اميركا وبريطانيا، فقد فصلت البحرين عن ايران. ولكن اهم مطلب لشعب البحرين حاليا هو أن تعود هذه المحافظة الى الوطن الأم: إيران الإسلامية. ومن الواضح ان هذا الحق المطلق لإيران وشعبها لا يمكن ولا ينبغي تجاهله».

وتأتي المقالة بعد أربعة أيام من بيان لوزراء خارجية ودفاع مجلس التعاون الخليجي في جدة، جاء فيه: «إن المجلس يؤكد دعمه لحق دولة الإمارات العربية المتحدة في استعادة سيادتها على الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى المتنازع عليها مع إيران، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من دولة الإمارات العربية المتحدة».

ونقلت «الشرق الاوسط» عن مسئول ايراني سابق قوله: ان مقالة شريعتمداري ربما تكون محاولة لتطبيق ما قاله خامنئي قبل فترة حول ان سياسة ايران الخارجية يجب ان تكون هجومية وليست دفاعية. واوضح ان خامنئي في كلمة علنية ألقاها وبثها التليفزيون الإيراني قبل أيام انتقد ضمنا حكومتي، الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، والرئيس السابق محمد خاتمي بسبب ان السياسة الخارجية في عهدهما كانت دفاعية، وليست هجومية.

وأوضح المسئول الايراني، الذي لا يستطيع الكشف عن هويته، ان البعض في إيران يعتبر مقالة شريعتمداري في غير محلها. وبين انها تأتي في ظل تزايد الضغط الدولي على طهران بسبب ملفها النووي، منوها بان طهران لا تحتاج الى تعقيد علاقاتها مع دول الخليج العربي، وخصوصا ان المنامة وطهران تربطهما علاقات وثيقة، وان وجود سفارة لإيران في البحرين يعني ان ايران تعترف بالبحرين بضصفتها دولة مستقلة ذات سيادة.

وأشار الى ان تصريحات شريعتمداري تعقد الامور بالنسبة لطهران والمنامة بسبب الاضطرابات الطائفية التي تحدث في البحرين بين الحين والآخر. مبينا ان الشارع الإيراني ينظر الى الافتتاحية بشكل متباين، اذ كما يوجد لها مؤيدون من بين النافذين في التيار المتشدد، يوجد لها منتقدون من بين السياسيين الإصلاحيين الذين يرون انها تعقد علاقات طهران مع دول الخليج العربي.

الموقف الرسمي البحريني

وفي باريس سعى رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الى التقليل من اهمية ما ذكره شريعتمداري في افتتاحية صحيفة «كيهان» الايرانية، واعتبر سموه ان ما بين البحرين وإيران «علاقات قائمة على الاحترام المتبادل» و«علاقات قوية مع جارة مسلمة» (حسبما نقلت ذلك صحيفة «الشرق الاوسط»).

وقال سمو رئيس الوزراء إنه «لا يعطي أهمية بتاتا» لكلام شريعتمداري، وإن البحرين «تنظر الى أبعد من هذه التصريحات»، موضحا ان المنامة «تريد أفضل وأقوى العلاقات مع دول المنطقة وتسعى الى تقوية المبادلات التجارية في ما بينها». ونوه سموه بتبادل الزيارات بين بلاده وإيران.

العدد 1772 - الجمعة 13 يوليو 2007م الموافق 27 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً