إن الصهيونية العالمية تعمل بكل جهدها لمحاولة السيطرة على العالم وهي تبث سمومها من خلال الفضائيات؛ لاستقطاب أكبر عدد من البشر؛ وغسل أدمغتهم؛ وغرز قيم وتوجهات جديدة ومغايرة تماما لما تعودنا عليه!
ونسمع كثيرا عن شكوى الأهالي من صعوبة التعامل مع الأبناء ويوجد جدار عازل في الحوار بينهم!
إنه مسلسل كارتوني أميركي اسمه «سمبسون» (SIMPSON) وهو عبارة عن أب يعمل بنواة للطاقة الذرية! وعلى رغم أهمية عمله فهو يتعامل معه بكل كسل وخمول، ويقضي يومه باللعب بالأزرار الإلكترونية من دون أي إنتاج أو أداء حقيقي! ويمارس الكذب والنفاق والتزوير كلما سنحت له الفرصة وأمام أطفاله! ويأخذ الأمور بتفاهة وسطحية لإضحاك الآخرين وهو بذلك يحبب نفسه! وله شعبية! ويُظهِره المسلسل على أنه ظريف ومحبوب وله طفل يشبه أباه في الكسل في المدرسة والمشاغبة وقلة الذوق في التصرفات الصبيانية وعلى رغم فشله فهو أيضا محبوب والمثل الأعلى لأقرانه وهو «cool» بالطريقة الأميركية المثالية!
أما الابنة فعلى رغم اجتهادها والتزامها وكونها من الأوائل فإنها منبوذة اجتماعيا ووحيدة! ومن دون أصدقاء. إذا هي مثال سيئ للآخرين وغير صالحة. أما الأم فهي التي تحاول جاهدة لمّ شمل الأسرة وتضيع جهودها في التربية ويقوم المسلسل بإظهارها بصورة مشوهة وأن لا دور لها وتُسحَب كل صلاحيتها على أنها ليست مجزية! ويهمش دورها في العائلة ويشجع المسلسل الجميع على الحرية الذاتية والانفلات من دون قيود.
أما الجار المتدين فهو المسالم والمتسامح ولكنه ضحية لكل مؤامرات السيدسمبسون! وقلة ذوقه وأخلاقه فهو يقوم بسرقته وعمل المقالب له! والإقلال من قيمته ومن الطريقة المثالية التي يربي بها أبناءه على القيم الحميدة من الصدق والأمانة... إلخ فهو أيضا غير محبوب... ويحاول الإقلال من أهمية الدين والمتدينين!
إن هذا المسلسل يفضح الحضارة الحديثة المسطحة للمجتمع الأميركي ومثله العليا الساقطة! التي تحاول الصهيونية تثبيت الأنانية والاتكالية وقلة الذوق ونبذ الدين والمتدينين! هي تحاول النفاذ من خلال الحروب في منطقتنا واحتلال أراضينا بالقوة وإرسال السموم من خلال الفضائيات!
إن مجتمعاتنا مازالت محافظة ولكننا بتنا نسمع عن عقوق الأبناء وفشلهم الدراسي والوظيفي ومعاندة الوضع القائم في التقاليد والعادات العائلية والثورة على كل شيء وصعوبة التعامل معهم وإقناعهم بالجهد والعمل! وأصبح السهر حتى الصباح وسيلتهم. والرفاهية في العيش ومحاولة الوصول بأيسر الطرق من دون الكفاح والمثابرة للوصول إلى الأشياء!
كيف لنا حماية شبابنا ونحن نعرضهم يوميا للإغراءات الفضائية والاغتراب؟ إن العائلة حتما هي الجواب وتثبيت أعمدتها واتحاد الوالدين في التوجيه، وأخذ المبادرة في إعطاء الأم صلاحياتها في دورها التربوي! وأن يكون الوالد قويا وألا يتخاذل ويضعف ويخاف من أبنائه خوفا من عدم حبهم له، إذا ما حاول وضع القوانين والأنظمة الصحية والصحيحة في المنزل وأن يملأ كرسيه في المنزل بعدم التسيب والإهمال لدوره الأساسي. إن العائلة أولا وأخيرا هي النواة التي تؤسس المجتمعات ومن دونها يمسي كل شيء في انهيار كامل!
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1770 - الأربعاء 11 يوليو 2007م الموافق 25 جمادى الآخرة 1428هـ