أمس الأول (الثلثاء) كانت أمامي تصريحات نقلتها «القبس» الكويتية عن مدير صحيفة «كيهان» الإيرانية، وقرأت تصريحاته المسيئة لنا أهل البحرين، التي قال فيها «إن البحرين جزء من الأراضي الإيرانية، وانفصلت عن إيران إثر تسوية غير قانونية بين الشاه المعدوم وحكومات الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وان المطلب الأساسي للشعب البحريني حاليا هو إعادة هذه المحافظة».
مباشرة بعد ذلك، ذهبت إلى الوكالات وإلى المصادر الإيرانية الرسمية لكي أرى إن كان هذا الشخص يتحدث نيابة عن أية جهة رسمية، ولكن ما وجدته يرتبط بإيران والبحرين وصادرا عن وكالة «ارنا» الإيرانية وهو مايأتي: «قال رئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد اليوم الثلثاء ان الدول الإسلامية قادرة على إحباط الفتن من خلال التعاون والتضامن فيما بينها. واضاف الرئيس أحمدي نجاد لدى تسلمه أوراق اعتماد السفير البحريني الجديد في طهران راشد بن سعد الدوسري أن أعداء الإسلام وشعوب المنطقة لا يريدون أن تسود المودة بين الدول، لذلك فهم يحاولون كل يوم إثارة الفتن والقلق بذرائع مختلفة. وأشار رئيس الجمهورية إلى سياسة إيران الخارجية في تعزيز العلاقات مع دول الجوار وخصوصا البحرين، وقال إن العلاقات الودية بين طهران والمنامة بإمكانها أن تكون في خدمة تعزيز التعاون الثنائي وتطور البلدين وخدمة السلام والأمن بالمنطقة. وأكد ضرورة بذل الجهود لدعم العلاقات والتعاون والتناغم بين الدول الإسلامية وإحباط مخططات الاستكبار... الخ».
وعليه كان الخيارحينها تجاهل تصريح شريعتمداري باعتباره شخصا واهما لايعرف شيئا عن حقيقة شعب البحرين، هذا الشعب الذي اختار قيادته ونظامه بشهادة الأمم المتحدة وبحسب قرار مجلس الأمن الصادر في مايو/ أيار 1970، وان هذا الشعب لايقبل بأية وصاية من أية جهة كانت، وبأي عذر كان. فالمجتمع البحريني الذي قرر مصيره في كل فترة حرجة من الفترات التي مرت به هو نفسه الذي يستطيع الحديث عن نفسه، ولايحتاج الى أي أجنبي من أي بلد كان أن يتحدث نيابة عنه.
الإيرانيون «أبدعوا» كثيرا في تخسير بلدهم في الفترة الأخيرة من خلال تصريحات لاتتسم بالعقلانية، تأتي عليهم بالويلات السياسية والاقتصادية، ويكفي أن تصريحات غير مسئولة قبل نحو سنة أدت إلى تخريب سوق الأسهم الإيرانية وارتحال رؤوس الأموال إلى دبي وغيرها من العواصم، وأخرى ألبت عليهم الرأي العام العالمي وحصرتهم في زاوية لم تستطع حتى تلك الدول التي تستفيد منهم اقتصاديا الدفاع عنهم في المحافل الدولية. ما كتبه شريعتمداري مردود عليه، فهو ليس بحرينيا والبحرين ليست منه.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1770 - الأربعاء 11 يوليو 2007م الموافق 25 جمادى الآخرة 1428هـ