كيف لنا أن نكتب عن الخسارة الأولى و»الفضيحة» التي يتحدّث عنها الكثير من المتابعين لمنتخبنا الوطني في مباراته الأولى أمام إندونيسيا « ثاني أضعف المنتخبات الـ 16 المشاركة في بطولة كأس آسيا 2007 في التصنيف الدولي بعد المنتخب الماليزي»، حتى وإن كنا نعتقد أن المنتخب الخصم يلعب بسلاح الأرض والجمهور.
إلا أنه لم يكن بمقدوره الفوز على منتخبنا لو ظهر المنتخب بصورته التي تعوّدنا عليها منذ زمن أو على أقل التقادير في آخر بطولة وهي دورة الخليجي العربي، غير أن مَنْ شاهد المباراة رأى أن الفريق الأضعف هو المنتخب البحريني وليس الإندونيسي الذي تلاعب بالمدافعين وحاصر المهاجمين ومنع لاعبي الوسط من تهيئة الكرات الجيّدة للمتقدمين وهذا هو المنتخب الأفضل، على عكس منتخبنا الذي شاهدناه تائها في الدفاع وسمح بهدفين قاتلين، وضائعا في الوسط لم يتمكن من صناعة هجمة صحيحة أكثر من عدد أصابع اليد، وفلسفة غير طبيعية لمهاجمين لم يعرفوا طريق المرمى الإندونيسي الذي لم يلق أية مقاومة تذكر من المنتخب بشكل عام، إذا نعرف من هذا الوصف أن الفريق الأضعف في المجموعة هو المنتخب البحريني الذي جاء على رأس المجموعة باعتباره رابع البطولة السابقة بل وأصبحت مهمة التأهل إلى الدور الثاني لا أقول صعبة، بل مستحيلة وسط هذا المستوى عندما نذكر أن المواجهات المقبلة ستكون مع المارد الكوري ثم مع الأخضر السعودي.
سيقول جميع المسئولين إن المشكلة قلناها منذ البداية وتمثلت في شكل الإعداد للبطولة الذي لم يكن بالشكل المطلوب، لكن منتخبات أمثال المنتخب العماني الذي يضم أكثر من 14 لاعبا محترفا في الدول الخليجية، قدمت كرة ولا أروع أمام المنتخب الأبرز ترشيحا للبطولة «المنتخب الأسترالي» ولم تأهب بالنجوم الكثر التي تغص به صفوفه بدءا من قائده لاعب نيوكاسل الإنجليزي فيدوكا، وكما قالها المدربون الذين استطلع آراءهم «الوسط الرياضي» إن على الجميع أن يتبع الطريقة التي لعب بها المنتخب العماني الذي وكأنه أصبح أفضل منتخب خليجي بعد أن كان الأسوأ.
يا ترى ما الفارق الذي يفصل بين منتخبنا بأدائه الفاشل والعماني بأدائه الرجولي جدا، فذاك المنتخب غيّر مدربه قبل البطولة كما نحن، وهو يشمل أكثر من لاعب محترف يزيد عن لاعبينا المعدودين على الأصابع، الفارق أنه لعب مع ثاني أفضل المنتخبات الآسيوية تصنيفا وتعادل، ونحن لعبنا مع ثاني أسوأ منتخب تصنيفا وخسرنا، كما يتضح مدى القتالية والرجولة التي قاتل بها العمانيون أمام لاعبين يفوقونهم أجرا على أقل التقادير في أسبوع واحد ؛ليخرجوا بالتعادل بعد أن كانوا الأقرب للفوز لولا الحظ، ونحن تفننا في إضاعة الكرات واللعب السلبي وتفوق علينا من يقلون بأجورهم على أغلى اللاعبين البحرينيين.
ولا يمكن إبعاد سبب الخسارة عن المدرب التشيكي ماتشالا الذي للوهلة الأولى وهو يلعب بتشكيلة ربما تكون غريبة مع بعض الأسماء التي شاركت وعدم إيقافه المهزلة التي قدمها اللاعبون بتهاونهم الكبير مع الكرة والفريق الإندونيسي الأفضل منهم.
في الأخير يمكننا القول إن توقعات الجماهير البحرينية التي قامت باستطلاعها «الوسط الرياضي» التي جاءت متشائمة جاءت على حق بعد أن أكدت أن احتراف لاعبينا يعود بالسلب على المنتخب ؛لأن اللاعبين أصبحوا أكثر غرورا قبل بطولة كأس آسيا 2004، وبالتالي أمسى التهاون والتفنن والغرور مسيطرا على طريقة لاعب أكثر من لاعب في مقدمتهم اللاعبون المحترفون، لكن بعضهم رأى أن البحرين ستتمكن من التأهل إلى أبعد من الدور الأول وهذا لن يأتي إلا بالعمل الجاد من قبل الجميع من المدرب وحتى آخر لاعب احتياط، من أجل التفوق على الذات أولا قبل التفوق على منتخبي كوريا الجنوبية والسعودية إحدى القوات المؤثرة في كرة القارة الآسيوية.
الأندية النموذجية
هاتفني أكثر من رئيس ومسئول للأندية الوطنية التي تشكو إداراتها تجاهل المؤسسة العامة للشباب والرياضة لأنديتهم وخصوصا في موضوع الأندية النموذجية التي أشار جميعهم إلى أن هذه الأندية المزمع إقامتها لن تكون على أرض الواقع في ظل التعنت الواقع من الجهة المعنية بالموضوع الذي بالتالي يحتاج إلى ضغط أكبر من الأندية؛ ليصل إلى نواب المجلس الوطني الذين نسوا أن الرياضة تعد من الأمور المهمة لإصلاح الوضع العام في البحرين.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1769 - الثلثاء 10 يوليو 2007م الموافق 24 جمادى الآخرة 1428هـ