72 ساعة تفصل منتخبنا عن مواجهته المرتقبة أمام نظيره الاسترالي على الاستاد الوطني في الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية الحاسمة لمونديال 2101، والأجواء المحيطة باللقاء هادئة وغامضة ثتير معها القلق في الشارع الكروي وخصوصا بعد الخسارة الثقيلة والصورة المهزوزة التي ظهر عليها المنتخب في تجربته الأخيرة أمام السعودية.
والملاحظ في حديث شارعنا الكروي حاليا هو الحكم والقلق من المنتخب في ضوء صورته في التجربة السعودية والتي يمكن بنظرة واقعية إلى حيثياتها وظروفها بأنها لا يمكن اعتبارها مقياسا حقيقيا للمنتخب لأسباب عدة يجب عدم تجاهلها وفي ضوئها يمكن اعتبار ما حدث أمرا طبيعيا.
أولا: توقيت المباراة لم يكن في صالح منتخبنا من حيث ظروف الفريق على رغم أن منتخبنا كان بحاجة إلى تجربة دولية جادة قبل مواجهة استراليا لكن المشكلة كانت في ظروف منتخبنا الذي لم يتجمع سوى قبل 48 ساعة من موعد المباراة وأجرى تدريبين فقط بالإضافة إلى غياب عدد من العناصر الأساسية من المحترفين لارتباطهم مع أنديتهم أمثال علاء حبيل وحسين بابا وسلمان عيسى وجيسي جون أو الموقوفين محمد سالمين وعبدالله المرزوقي، في حين كانت الأمور أفضل حالا في معسكر المنتخب السعودي الذي يعسكر في الرياض منذ عشرة أيام وخاض مباراة ودية أمام تايلند.
ثانيا: منتخبنا خاض التجربة السعودية بتشكيلة ممزوجة من عناصر أساسية وعناصر عائدة بعد غيبة وعناصر جديدة وبالتالي كان من الصعوبة خلق توليفة مناسبة ومنسجمة يمكن الحكم على قدراتها وهو ما وضح في عدم الانسجام بين العناصر الدفاعية وأدى إلى حدوث الثغرات والأخطاء.
ثالثا: غابت الفعالية الهجومية لأن قائمة منتخبنا التي غادرت إلى الرياض لا تضم أوراقا هجومية سوى سيدحسن عيسى العائد للتو من الإصابة فيما تعذرت مشاركة راشد جمال لظروفه النفسية وبالتالي ظل الاعتماد على نشاط لاعبي الوسط.
رابعا: عامل الإرهاق الذي وضح على أداء ونشاط لاعبي المحرق الذين شاركوا في المباراة إذ جاءت هذه التجربة بعد سلسلة من اللقاءات القوية التي خاضها المحرق.
وبعيدا عن أسباب ما حدث للمنتخب فإن هناك الاستفادة الوحيدة تكمن في اشراك العناصر الجديدة والوقوف على قدراتها على رغم أن عامل الوقت والظروف قد لا يسعف ماتشالا في إحداث تغيير من النوع الثقيل في موقعة قوية أمام استراليا لكن يمكنه التعويل على عناصر الخبرة العائدين أمثال راشد الدوسري ومحمد حبيل.
والمهم الآن تجاوز الحديث عما حدث في تجربة السعودية التي يجب إلا تكون مدعاة للتشاؤم لذلك حرصنا على بيان ظروفها في السطور السابقة ليبقى منتخبنا على المحك حاليا في مدى قدرة الجهازين الإداري والفني على رفع جاهزية الفريق الفنية والنفسية وتحفيزه لمواجهة الكنغارو، بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام المحلية وجماهيرنا في دعم الأحمر والشد من أزره واستثمار عاملي الأرض والجمهور جيدا
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2263 - السبت 15 نوفمبر 2008م الموافق 16 ذي القعدة 1429هـ