يوفر التسامح الأساس للتفاهم والاحترام المتبادلين، وهو نهج في الحياة يسمح للتنوع الثري من ثقافات العالم بأن يزدهر، وهو أيضا حجر الزاوية في جهودنا الرامية إلى تعزيز الوئام العالمي.
والتسامح، كما ورد في إعلان المبادئ بشأن التسامح الصادر عن اليونسكو في العام 1996، هو «الفضيلة التي تجعل السلام ممكنا وتساهم في إحلال ثقافة السلام محل ثقافة الحرب».
ويُعد تعزيز التسامح مهما على نحو خاص في العصر الحالي المتسم بالتزايد السريع للعولمة والتنقل والاعتماد المتبادل. وبينما يعتبر التنوع رصيدا لا يقدر بثمن، فإنه يمكن أيضا أن يكون مصدرا للتوتر. ويمكن للتسامح أن ينزع فتيل النزاعات المحتملة، ويمكن أن يساعد على الحيلولة دون نشوء نظريات التفوق العرقي أو الثقافي، وأن يساعد المجتمعات على التغلب تدريجيا على التحيزات والصور النمطية السلبية الراسخة منذ زمن بعيد.
ويجب ألا نخلط بين التسامح والتنازل أو التعطف، فالتسامح الحقيقي يقتضي الانفتاح وحب الاستطلاع والتواصل، وهو يتلازم مع المعرفة والفهم.
والتعليم هو أحد أفضل السبل للحيلولة دون التعصب، عن طريق الكشف عن أوجه التشابه بين الناس، ونشر الاحترام الواجب لأوجه التباين بينهم.
وبمناسبة اليوم الدولي للتسامح، وفي هذا العام الذي نحتفل فيه بالذكرى السنوية الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أهيب بجميع الناس أن يجددوا الالتزام بالتسامح. ولنضاعف جهودنا لكي نحقق، عن طريق التسامح، هدفنا الذي طالما سعينا إليه، وهو ثقافة عالمية مُتَّسِـمة بالوئام والسلام
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 2263 - السبت 15 نوفمبر 2008م الموافق 16 ذي القعدة 1429هـ