«عجائب الدنيا السبع» مصطلح يتردد على لسان العامة، وإن كان البعض منهم لا يعرف تحديدا ما هي تلك العجائب، لكنهم يطلقون المصطلح عندما يواجهون أي شيء يثير العجب والاستغراب، أو من باب التعليق المازح عندما «يشلخ أحدهم شلخة عودة» فتوجه إليه عبارة «يا سلام، هذي ولا عجيبة من عجايب الدنيا السبع»!
المتأمل في القائمة الجديدة لتلك العجائب (سور الصين العظيم، مدينة البتراء في الأردن، تمثال المسيح الفادي في ريو دو جانيرو، آثار ماشوبيشو في البيرو، مدينة شيشن - ايتزا في المكسيك، الكوليزيه في روما، معبد تاج محل في الهند)، يتأسف لِمَ لم ترشح البحرين نفسها لتتبوأ مركزا من المراكز العجيبة تلك، فالبلاد ما شاء الله زاخرة بالعجائب، بل في كل يوم تضاف عجيبة جديدة إلى ما سبقها!
فهل ننكر أن لدينا أسوارا (وقد تطرقنا إليها سابقا) كما سور الصين العظيم، تحجب أراضي ومزارع حتى مجتمعات؟! وهل ننكر الجزر والفشوت التي يردد التاريخ أسماءها الغريبة العجيبة على مسامعنا، في الوقت التي هي غائبة (مغيبة) على أرض الواقع، كما هي مدينة البتراء الأردنية المنحوتة في الصخر، وتحتاج إلى كشف وتنقيب؟!
وهل غابت عن أذهاننا البيوت المصنوعة من الجص والطين والجندل وسعف النخيل أو من الصفيح والخشب (صنادق) التي مازالت شاهدة في كثير من القرى المنسية كالحجيات والشاخورة - على سبيل المثال لا الحصر- على حقبة ولت واندثرت، وخصوصا مع ولادة الأبنية العالية وناطحات السحاب؟!
أم كيف نمر بالمنامة وزرانيقها وأسواقها، بل الكثير من القرى والمدن (جدحفص مثلا) فنجد أنفسنا وكأننا سافرنا من بلادنا إلى الهند في لمح البصر بلا تذكرة سفر ولا ركوب طائرة... ألا تعتبر عجيبة؟!
وكيف ننسى العيون العذبة والمليون نخلة و«البمبرة والتينة» اللتين بكى لأجلهما خالد الشيخ وأبكانا معه، ورواية الأجداد عن بساتين على مد البصر وأبعد، والحزام الأخضر، عوضا عن السواحل والبحار، التي مافتئت الجهات المعنية بالبيئة تنادي بالحفاظ على البقية المتبقية منها وما من مجيب... ألا يعتبر تفريطنا في السمات التي التصقت ببحريننا عجيبة من العجائب السبع؟!
وهل بإمكاننا تجاهل القلاع والمساجد التي رمم بعضها وحولت إلى مقاصد سياحية بالكاد يزورها مواطن عوضا عن أجانب أو طلاب مدارس زيارة خاطفة، وقبور عالي التي كانت على مد البصر وفجأة تقلصت، وسور البعض الآخر (والله العالم بما تخبئه النيات)، والآثار التي اكتشفت ووضعت في متحف (وكفى)، والأخرى في معرض، لكن صعب على غالبية الشعب زيارته لأنهم لا يقدرون على دفع «خمسة دنانير» رسم الدخول... ألا تعتبر عجيبة؟!
وهل بإمكاننا غض الطرف عن «العجيبة الكبرى» خليج توبلي الذي بقدرة قادر تحولت زرقة مائه إلى سواد، و»زفار» بحره إلى روائح تنفرك من أكل ما في باطنه، وخصوصا بعد أن طفح على السطح؟! ألا يعتبر عجيبة؟!
وهل بإمكاننا ألا نعتبر الاعتصامات والتظاهرات التي مافتئت تتجمهر في كل يوم معلنة رفضها للبطالة والفقر والعوز والجوع والتشرد... وغير ذلك من قائمة لا تحصر، ألا يمكننا أن نعتبر ذلك ونحن في بلد نفطي نال الجوائز في التنمية والإعمار، عجيبة من العجائب السبع؟!
أيييييييه، كثيرة هي عجائبك يا وطني، والأعجب فيها أن كل عجيبة «أَمَر» من سابقتها! يكفينا عجائب.
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1768 - الإثنين 09 يوليو 2007م الموافق 23 جمادى الآخرة 1428هـ