آنه آقول إن في المسألة طبخة كبيرة! معقول دخنة ما وراها دق طبول!
من البداية كان حاس قلبي إن فيها شي كبير! كبير كُلّش! أكبر من أسماك ميتة على الساحل، ومعاناة بحارة يترزقون في خليج توبلي.
عرفتون الحين ويش وراها؟ وليش مو راضين يكشفون حدود الخليج؟ وليش بعض الموظفين الصغار يطبطبون على القضية، ومرة يقولون نصف الخليج صالح للحياة، ومرة يقولون ربع الخليج، ومرة يفتي أحدهم أن «سمچ» توبلي صحي وكلش تمام... عرفتون ويش وراها؟
قطعتين أرض كبار كلّش، معروضتين للبيع، بعضهم يقول بثمانية دينار، وبعضهم يقول بعشرة دينار، وبعضهم يقول بـ 11 دينار ونصف، المهم الذبيحة سلخوها وعارضينها ألحين في السوق!
ويقولون والعهدة على الراوي، إن المساحة كبيرة كلّش، ثلاثة ملايين قدم مربع، يعني ميدان تطرد فيه الخيل، وسعرها بالجملة في حدود 27 مليون، ودفنها يحتاج إلى خمسة أو ستة ملايين، وبعدين راح يبيعونها بالقطاعي، وراح تجيب 100 مليون، يعني صافي الربح 68 مليون بالراحة، عجل يلعن أبو توبلي وخليج توبلي... شنو يطلع خليج توبلي امعورين راسنا بيه!
كنت شاك من البداية، أكيد وراها طبخة، ألحين فهمنا السالفة، ادفن لا تدفن، ملايين فيها، مو لعبة جهال. ويش قال... قال البيئة! بصراحة أنا كنت شاك بوجود «خطة سرية» (مثيرة للجدل) لدفن الخليج بعد تحويله إلى مستنقع مغلق، ليطالب الأهالي أنفسهم بدفنه بعد سنة أو سنتين، لكن تبين أن الخطة أسرع من ذلك بكثير، والجماعة مستعجلين حدهم، فيكفي أن تدفن القطعتين الكبار شرق الجسر علشان تغلق المنفذ الوحيد، ويموت الخليج اوتومتيك، حتى من دون دفان! شفتون؟ هكذا تكون «التكتكة»... واللي يشتغل يشتغل هاللون وإلا بلاش!
يقولون، والعهدة على الراوي، إذا بغيتون تعرفون مساحته عليكم الذهاب إلى جزيرة النبيه صالح، وتِلِفّون السيارة كأنكم بتطلعون منها، وعند الاشارة انظروا إلى اليمين، واحسبوا سبعة ليتات (أعمدة إنارة الشارع)، وبعضهم يقول تسعة ليتات، من هنا يبدأ المخطط الجديد! وكل هذه المساحة مجرد ربع المساحة الكلية، أما الثلاثة أرباع الباقية، فلا يمكنكم تغطيتها بأبصاركم لأنها تمتد بعيدا إلى اليسار وأنتم واقفون عند مدخل النبيه صالح. لذلك عليكم أن تسوقوا السيارة شمالا في اتجاه عاصمتنا الحبيبة (المنامة)، واحسبوا كم ليت راح تمرون عليه! أنا بصراحة ضيّعت الحسبة لطول المسافة، يمكن أربعين أو خمسين ليت مو متأكد! أما نهاية المخطط فيمكنكم التأكد من الحواجز الصخرية الموجودة في البحر. هذه الصخور وُضعت لحماية الجسر (القديم) من التيارات البحرية قبل ثلاثين عاما، ولكن طلع ليها فايدة ثانية ما كانت تخطر ببال المهندسين أنفسهم، وهي المساعدة في تحديد الطرف الشمالي من مخطط الدفن الجديد!
وهنا تختلف الروايات أيضا، البعض يقول إن المخطط يدخل في حدوده الشمالية أربع كومات صخرية، وهناك رواية ثانية تقول إنها خمس كومات، وهناك رواية ثالثة ربما هي الأرجح، وهي أنها سبع كومات، وهو ما يتفق مع التحليل السابق بضرورة الإسراع في الإجهاز على الخليج اللعين!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1768 - الإثنين 09 يوليو 2007م الموافق 23 جمادى الآخرة 1428هـ