خسارة منتخبنا الوطني لكرة القدم من المنتخب الفيتنامي في المباراة الودية قبل الأخيرة استعدادا لنهائيات كأس آسيا والتي افتتحت يوم أمس وبذلك الكم الكبير من الأهداف، تعتبر مفاجأة وعدها بعض المتابعين غير منطقية وخصوصا أن المنتخب الفيتنامي يعتبر من المنتخبات المغمورة آسيويا بالإضافة إلى أن منتخبنا يعتبر من كبار آسيا عطفا على المستوى المتقدم الذي قدمه في آخر نسخة من نهائيات كأس آسيا في الصين قبل ثلاث سنوات.

وبالتأكيد هناك أسباب كثيرة وراء تلك الخسارة للأحمر وايضا هناك أسباب كثيرة وراء فوز المنتخب الفيتنامي، وبما أننا لم نشاهد المباراة ولم نكن قريبين من موقع الحدث فمن الصعوبة أن نحكم على مستوى منتخبنا أو نستخرج أسباب خسارته الكبيرة والتي أخلت الخوف والقلق في قلوب مشجعي الأحمر.

هذه الخسارة جعلت الأمور تبدو غامضة وأدخلت الريبة في نفوس جماهيرنا وبدا وكأن الخوف والقلق يتسرب في نفوس عشاق الأحمر قبل مشاركته المرتقبة في الاستحقاق الآسيوي وهو أمر طبيعي وخصوصا أن جماهير البحرين لم تألف أو تعتاد على مثل هذه النتائج في مسيرة الأحمر خلال السنوات الأخيرة.

وجاء فوز المنتخب الفيتنامي يوم أمس على بطل الخليج المنتخب الإماراتي بهدفين نظيفين ليكشف لنا الحقيقة نوعا ما، من خلال معرفة مستوى «المحاربين» الفيتناميين والذي لم يكن بالصورة المخيفة والتي تجعله «بعبعا مخيفا».

وهنا يبرز سؤال يجب معرفة إجابته وهو هل أن مستوى «المحاربين» يوحي بقوته وتطور مستواه الفني أم انحدار مستوى الكرة الخليجية عموما متمثلة بمنتخبي البحرين والإمارات؟

الحقيقة كشفتها مباراة الأمس بين الأبيض الإماراتي و»المحاربين الحمر»... نحن لا نشكك في تطور مستوى هذا المنتخب المغامر وتقديمه لمباراة جيدة المستوى ظهر خلالها بشكل منظم تكتيكيا وفنيا، إلا أن الحقيقة تقال ان مستواه ليس بالدرجة التي تجعله «بعبعا مخيفا» ويخوله من مقارعة كبار آسيا، فقد كان بإمكان الأبيض الإماراتي تحقيق نتيجة طيبة وأفضل مما خرج بها، إلا أن هناك عوامل أدت إلى خسارته ومنها الظلم التحكيمي الذي تعرض له، بالإضافة إلى إضاعة لاعبيه أكثر من فرصة في المباراة، وأخيرا سوء أداء بعض لاعبيه فوق أرضية الملعب.

عموما ومع تبقي يومين فقط على بدء ركلة البداية لمباراة منتخبنا مع المنتخب الاندونيسي فإن الأمور تبدو ضبابية حتى الآن إلا أن ثقتنا مازالت في محلها بالنسبة الى الأحمر، وأن القلوب تهفو وترنو له في العاصمة الاندونيسية جاكرتا من أجل تسطير انجاز جديد للكرة البحرينية، انجاز يسجل لهذا الجيل الذهبي إن صح التعبير والذي بات غالبية عناصره على أعتاب التقاعد الاضطراري.