مَنْ هؤلاء الذين يجوبون الشوارع بلوحات سياراتهم المعدة على الطراز القديم، والتي حظرت وزارة الداخلية استخدامها منذ أكثر من 15 عاما؟ دائما أرقام لوحات سياراتهم متناسقة! ودائما نوافذهم مظللة بأعلى درجات «الرايبون»، يطوون الشوارع طي السجل، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون!
لا غرابة أبدا لو أوقفك أحد رجال المرور على قارعة الطريق وطلب منك إزالة ظلال نوافذ سيارتك لأنها غير قانونية، وأثناء قيامك بذلك مرت عليك وعليه سيارة أخرى لوحتها ناعمة وغير قادرة على حمل أرقام كثيرة، ونوافذها لا تكشف من بداخلها، ومرت مرور الكرام من دون حتى غمزة خجولة من رجل المرور الذي أوقفك قبل مرور هذه السيارة بثوانٍ معدودة على أصابع يديك المحمرة من تقشير «الرايبون» المخالف للقانون!
إذا سمح لي القائمون على إدارة المرور والترخيص بالضغط على الفرامل فجأة، والتوقف عند دوار الشفافية، حتى نتأكد معا من أن القانون يسير على طريق نافذ أو أنه ملقى على الرصيف، يُفتح له الضوء الأخضر عندما يمر عوام الناس، ويُفتح له الضوء الأحمر عندما يمر «خواصهم» حتى لو أطلقوا هؤلاء الخواص العنان لسياراتهم لتنطلق في الاتجاه المعاكس للقانون! أو أن هؤلاء الخواص لا يعرفون من إشارات المرور المتكدسة على جانبي الطريق إلا الضوء الأخضر، معتقدين أن الضوء الأحمر وُضِع لغيرهم، وأن دفتر المخالفات طُبِع لغيرهم، وأن رجال المرور الذين تصهر جباههم الشمس في الحملات المرورية وُجِدوا أيضا لغيرهم، وهم في عافية من ذلك كله!
القانون لا يمكن أن يُحترم وسط شعور بأنه مسلط على البعض، ومرفوع عن البعض الآخر! وثقافة الاستثناء لا ترسخ إلا ثقافة الالتفاف على القانون الذي حوّله المعنيون إلى عدو لدود لعوام الناس من خلال تسليطه على بعضهم، واستثناء بعضهم الآخر، حتى صار الناس يبتكرون الحيل للقفز عليه؛ لأنهم يجدون من تعلوا رؤوسهم «الريش» يقفزون عليه أمام الملأ جهارا نهارا! وأقلام رجال المرور عاجزة عن تحرير مخالفة صغيرة لهم، بل عاجزة حتى عن النظر إليهم أحيانا، فيمرون كيفما وأينما أرادوا بسلام آمنين! فيا ترى إذا كانت هذه التجاوزات مسكوتا عنها في الشوارع العامة، فكيف يتم التعامل مع تجاوزات هؤلاء خلف حيطان المكاتب؟
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1767 - الأحد 08 يوليو 2007م الموافق 22 جمادى الآخرة 1428هـ
