العدد 1767 - الأحد 08 يوليو 2007م الموافق 22 جمادى الآخرة 1428هـ

حرب الجبناء

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

القوات الدولية التابعة إلى حلف الأطلسي في أفغانستان والمعروفة بـ «ايساف» ترتكب هذه الأيام جرائمَ بشعة بحق المدنيين في أصقاع البلاد النائية وذلك عبر غارات جوية لا تفرق بين الإنسان والحيوان. المبرر المعلن لهذه الجيوش أنها تستهدف المقاومين من «طالبان»، ولكنها للأسف لا تعلم إن كانت قد صوّبت قذائفها إلى أعداء أو أصدقاء.

آخر هذه الغارات كان أمس الأول حينما استهدفت الطائرات الحربية قرية مسالمة؛ ما أسفر عن مقتل 25 مدنيا وعندما أخذ الأهالي في دفن موتاهم عاودت تلك المقاتلات هجماتها على المقابر لتقتل عددا آخرَ. وعندما سُئلت القيادة عن استهدافها المدنيين أقرت بأنها شنت غاراتٍ ولكنها لا تدري إن كان هناك مدنيون سقطوا أو لا!

ما هذا الجبن الذي يعتري أكبر قوة على الأرض؟ هل يعقل مع وجود كل وسائل الاستكشاف الحديثة أن يشن «الأطلسي» معاركَ ولا يعلم شيئا عن إن كانت ضد أعداء أو مدنيين. ولا يعلم حتى عن نتيجة الهجمات فينتظر الأنباء كما تنتظرها وسائل الإعلام الأخرى. حتى بعد أن يعلم قادة «ايساف» الأخطاء التي ارتكبوها يكتفون باعتذارات أقبح من الذنب.

إن هذه الحملات الجائرة لم تحدث مرة أو مرتين، بل هي سلسلة غارات جوية تتم من دون تنسيق مع حكومة حامد قرضاي، والسبب أن للقوات الأجنبية معلوماتٍ استخباراتية لا يمكن كشفها أو تداولها إلا بعد تنفيذ العمليات. وكانت العاقبة امتعاض الرئيس قرضاي نفسه من حلفائه، وتعاطف كثير من السكان مع «طالبان» بل انضمامهم إلى القتال. إذا، من الخاسر الأكبر من هذه الحرب الجبانة؟

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1767 - الأحد 08 يوليو 2007م الموافق 22 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً