باتت الصحافة اليوم الوسيط الفعلي بين المواطنين والجهات المختصة، الحكومية منها تحديدا، بعد أن أوصدت الأخيرة - بحسب وجهة نظر الغالبية - أبوابها في وجوه المواطنين، ومنعت عليهم حتى الإجابة الوافية عن استفساراتهم الكثيرة.
والصحافة نفسها، حملت على عاتقها الهم المحلي، ونصبت من نفسها محققا وكاشفا وفاضحا لكثير من الأمور «الفاسدة» التي تحدث خلف كواليس «الخدمات» تحديدا، التي هي بحسب دستور البلاد، حق مكفول لكل مواطن، يحفظ له كرامة العيش. الصحافة تكشف... تفضح... وتنتظر المقابل بالاعتراف والتحرك على جبهة إصلاح الاعوجاج، لكنها في الغالب ما تواجه هي الأخرى بـ «أبواب موصدة» في النكران وإخفاء الحقائق والتكذيب، أو إلقاء الكرة في ملعب الآخر.
فضائح تجعلنا ندس - كوننا بحرينيين - رؤوسنا في التراب خجلا من أن شيئا كهذا يحدث في ديرتنا... والصحف تجد نفسها في كثير من الأحيان غارقة في بركة من «الأخبار السوداء» التي لا ينفع معها التبييض، ولذلك لا مفر لها من أن تخرج صفحتها الأولى - إذا لم تلها صفحات - بأخبار يقشعر إليها البدن جميعها، وإلا أسقطت من مركز ثقة قرائها.
الصحافة تستحي، والمواطنون يستحون، وخصوصا عندما يواجهون أجانب يحملون صحفنا المحلية ويقرأون «فضائحنا»، في حين يبقى «مرتكبو الفضائح»، الذين يكشف عن وجوههم في غالب الأحيان، بينهم وبين الحياء حاجز سد، فمتى سيستحون؟!
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1766 - السبت 07 يوليو 2007م الموافق 21 جمادى الآخرة 1428هـ