يبدو أن الملف العراقي لن تكون له نهاية على المدى البعيد، وربما لا يبالغ المرء لو قال يائسا إنه من المستحيل طيه، إذ إن كل يوم يمر عليه يزيده تعقيدا.

فأمنيا، قضى أمس (السبت) أكثر من مئة عراقي ذي عرق تركماني في انفجار شاحنة بسوق شعبي في بلدة آمرلي في قضاء طوز خورماتو بشمال العراق.

أبرياء لم يعادوا أو يعتدوا على أحد، لم يكن جرمهم سواء أنهم أرادوا عيشا كريما ووطنا آمنا، فباغتتهم المنية على يد شرار خلق الله.

لم يفرّق هذا الانتحاري والمهاجم بين طفلة وامرأة و عجوز، همّه الأول والأخير أن يسقط أكبر عدد ممكن من الضحايا، في لغز محيّر يعجز العقل عن تحليله ويشيب الرأس من وصفه.

أما سياسيا، فلايزال التناحر والتراشق وتبادل الاتهامات بين الأحزاب السياسية والقيادات في تصاعد كبير، وأفق التوافق أضحت بعيدة المنال مع اتساع هذه الهوة، فبالأمس كذلك وجّه رئيس الوزراء نوري المالكي انتقاده الشديد إلى التيار الصدري، داعيا إياه إلى تنظيف نفسه من المخترقين من بعثيين وعصابات إجرام واتخاذ موقف صارم من ذلك.

فيما يبقى الجدل دائرا بشأن مشروع قانون النفط والغاز الذي صدقت عليه الحكومة الأسبوع الماضي وأحالته إلى البرلمان لمناقشته وإقراره. فالملف العراقي الذي سيطول أمده يبقى رهينا للتجاذبات الخارجية والتنافس الداخلي التي يسعى من خلالها البعض إلى إبقاء الحال كما عليه حتى يضمن مصالحه وأطماعه.