انطلقت أمس التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا لكرة القدم. وأقول انني متفائل بأن يحقق منتخبنا نتائج جيدة تؤهله لبلوغ النهائيات على رغم صعوبة فرق المجموعة.
فمنتخبات كوريا الجنوبية والسعودية واندونيسيا لا يمكن الاستهانة بها... فأنا - بطبعي - لا أرغب في الميل إلى اللون الأسود في حياتي، بل واعتبره حالة من حالات الفشل أو السقوط إلى الأسفل.
إلا إنني، ومنذ عودتي إلى امتهان الصحافة الرياضية بعد ابتعاد دام 5 سنوات بسبب ظروف العمل الذي يتعارض مع مهنة الصحافة؛ لكوني اعمل رئيسا للعلاقات العامة وبوقا من أبواق الدعاية والإعلان، تحولت إلى منتقد ومحلل إلى الوضع الرياضي.
وأجد الآن أن من واجبي ان أنتقد الظواهر المريضة التي تعطل الحركة الرياضية وتدفع بها إلى الأسوأ، أو إلى طريق أسود، مثل القفز فوق القانون وتعطيل دور الجمعيات العمومية وانتخابات مجالس إدارات الأندية والاتحادات او تعيين مجالس إدارات خلاف القانون، ثم التجنيس الرياضي اللعين الذي اعتبره قضية تسلك مسلكين مختلفين ولكنهما يسيران في الهدف نفسه وهو التجنيس الرياضي والتجنيس السياسي!.
فخلال الأسبوع الماضي، حاز احد الكفاءات الرياضية الوطنية العاملة في المؤسسة العامة للشباب والرياضة أعلى شهادة علمية في المجال الرياضي، إذ حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإدارية الرياضية، ولكونه موظفا عاملا في المؤسسة العامة وهي الجهة الحكومية الرياضية الرسمية، فقد كنت أتوقع أن يلقى هذا العمل صدى جيدا لدى المسئولين في المؤسسة، فتبادر بالاستفادة من هذه الكفاءة وترقية هذا الشخص.
إلا أن ما حدث - وكما ذكرت في بداية مقالي - يعكس الجانب الأسود في حياتنا الرياضية، إذ تعمد المسئولون أن يمر ذلك مرور الكرام فلم يحيّه احد ولم يبارك له أي مسئول، على رغم أن المؤسسة كانت دائما تبادر بتكريم موظفيها الحاصلين على شهادات اقل من ذلك...!
فهل يعقل أن يقوم سفيرنا في جمهورية مصر العربية الاستاذ الفاضل خليل الذوادي بعد أن اطلع على الخبر في الصحافة بإرسال برقية تهنئة، وهنا في البحرين وفي الدار نفسها لم يبادر احد من المسئولين بتهنئته أو تقديم أي لون من ألوان الاهتام العادي!؟
حقيقة أنا أطالب بإعادة تقويم للكثير من الجوانب الرياضية في حياتنا، سواء في الأندية الوطنية التي أصبحت فقط أندية رياضية (ويجب أن يلغى من شعارها الثقافية والاجتماعية)
لأنها ليست كذلك، أو في الاتحادات الرياضية، أو في اللجنة الاولمبية التي أصبح دورها هامشيا أكثر وأكثر بعد أن كنا نتطلع إلى دور فاعل في الحياة الرياضية، أو المؤسسة العامة للشباب والرياضة.
ومن هنا أتمنى الاخذ باقتراح نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الشيخ عيسى بن راشد، إذ طالب بإصلاح دور المجلس الأعلى بإعادة تعيين أمانة عامة للمجلس الأعلى، يكون لها دور في متابعة تنفيذ قرارات المجلس، وتضع جدول وبرنامج العمل، ولا يقتصر دور المجلس على ما تقدمه المؤسسة العامة للشباب والرياضة والذي ينصب دائما على ما أنجز وتم!
وأخيرا، أؤكد دائما في سياق أي حديث اطرحه في «الوسط الرياضي»، انني لست ضد احد من الأشخاص الذين يعملون في المجال الرياضي... فأنا لست ضد رئيس وأعضاء مجلس إدارة المحرق حينما أطالب بتفعيل دور الجمعية العمومية وإجراء انتخابات شرعية، ولست ضد مجلس إدارة اتحاد الكرة حينما أطالبهم بإعادة النظر في قرارهم الخاص بمنع لاعبي المنتخب الاولمبي من المشاركة مع فرق شركاتهم على حساب قوتهم ورزقهم...
كما انني لست ضد رئيس اتحاد السلة أو اتحاد العاب القوى حينما انتقدهم بشدة على التجنيس. ولست ضد أسماء محددة في اللجنة الاولمبية أو المؤسسة العامة للشباب والرياضة.
إن ما يربطني بهم جميعا أكثر من الاحترام، ولكنني ضد اللون الأسود في حياتنا أو السقوط إلى أسفل بسبب أخطاء من الممكن ان نعالجها بحكمة لو أخلصت النوايا. وأطالب ألا تؤخذ القرارات بصورة فردية - فأنا لست ضد الرئيس - فكلنا في مركب واحد!
أتمنى في حياتنا الصحافية الرياضية أن نتنافس من اجل طرح القضايا التي تخص الصالح العام، وان نسعى كأصحاب قلم إلى تسخيره لتطوير الرياضة البحرينية، لا أن يستغل لتطوير مواردنا المالية الخاصة. فهناك الكثير من الصور القبيحة التي يجب ان نحاربها من اجل قدسية المهنة، والا نسمح لأنفسنا - أبدا - بأن نتغاضى عنها.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1766 - السبت 07 يوليو 2007م الموافق 21 جمادى الآخرة 1428هـ