العدد 1765 - الجمعة 06 يوليو 2007م الموافق 20 جمادى الآخرة 1428هـ

«رنة» أجنبية وهو لا يعرف الإنجليزية!

هناك شباب عندما ترى تصرفاتهم تكون مجبرا على قول: «شباب آخر زمن... إيه الله يرحم أيام زمان»... فغالبية شبابنا هذه الأيام انحصرت اهتماماتهم في الهواتف النقالة والسيارات وإذا سألت واحدا منهم عمّا يحدث في العراق وفلسطين ولبنان، يقولك: «افتح التلفزيون الساعة تسع وشوف الأخبار في (الجزيرة)»! «الله المستعان عن خدماتكم»!

وسط الشلل الشبابية هذه الأيام هناك قوانين إذا اتبعتها تكون «شاب كول... وستايل»، من هذه القوانين أن تسهر حتى وقت متأخر من الصباح، ويفضل أن يكون بعد صلاة الصبح (هذا إذا عرف الغالبية الطريق إلى المسجد)... أن تصحو من النوم الساعة الثالثة بعد الظهر، طبعا كي تستطيع أن تواصل السهر إلى أذان الصبح... الساعة الرابعة اشرب سيجارتين واركب مع صديقك متوجها إلى محل «....» للهواتف النقالة، طبعا «علشان تشوف ما هي آخر موديلات ونغمات الموبايل (طبعا النغمة لازم أجنبية، وإلا لن تكون كول)»... بعد ذلك تأكد من سلامة «المسجل»، بوضع CD أو كاسيت للأغاني أجنبية على أن يكون الصوت مرتفعا جدا، ثم توجه بسيارتك المحمولة على نغمات الأغاني الأجنبية إلى شوارع «...»، طبعا لتبدأ مشوار «القز».

من المخجل حقا أن ترى شبابا يبلغون من العمر 22 عاما يضيعون نصف يومهم في النوم ومن ثم في الهواتف النقالة، أو السيارات، أو تجدهم يسمعون أغاني أجنبية هم في الأساس يجهلون معاني كلماتها... «من المؤسف حقا أن تجد الشباب يضيعون وقتهم بين هذا الأشياء السالفة الذكر... فهم لا يعلمون أن العمر يمضي بهم وهم لم ينجزوا شيئا يفتخرون به».

ربما ما جعلني اليوم أتطرق إلى هذا الموضوع، هو حادث أشهده بشكل يومي عند عودتي من العمل، ففي قريتنا شاب محبوب بين أصدقائه، ومن محبتهم له يدعونه «البوس» (الزعيم)... طبعا هو شاب عاطل عن العمل يقضي غالبية يومه في النوم، وعند عودتي من العمل يكون هذا وقت استيقاظه... يتجمع أصدقاؤه عند منزلهم الملاصق لمنزلنا في الساعة الثالثة، ليبدأ غسل السيارات (طبعا السيارة تتغسل بشكل يومي على رغم أن طرازها 1980، ولكنها والحق يقال نظيفة بسبب اهتمامه بها).

طبعا ليست نظافة السيارة إذا قارنتها بسيارتي هي ما تجعلني أشعر بالخجل، بل هناك أمر آخر، فهؤلاء الشباب لا يستمتعون بغسل سياراتهم إلا إذا استمعوا لشريط لبوب مارلي أو مايكل جاكسون أو مارون 5 أو مادونا... المهم أن يكون شريطا أجنبيا، علما أنهم حفظوا الأغاني (من كثر ما سمعوا لها)... وأنا أجزم - بما أن جارنا ليست لديه إلا شهادة الرابع الابتدائي - أنه على رغم حفظه تلك الأغاني فإنه يجهل معانيها، إذا إن غالبية الأغاني التي يستمع إليها بذيئة، حتى نغمة هاتفه النقال هي أغنية قديمة لمادونا الكلمات «الزينة» فيها تعد على الأصابع، مقارنة بالكلمات السيئة.

العدد 1765 - الجمعة 06 يوليو 2007م الموافق 20 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً