العدد 1764 - الخميس 05 يوليو 2007م الموافق 19 جمادى الآخرة 1428هـ

سوتشي الروسية تفوز بشرف تنظيم أولمبياد 2014 الشتوي

متفوقة على بيونج تشانج بفارق 4 أصوات

فاز منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود فجر أمس (الخميس) باستضافة دورة الألعاب الاولمبية الشتوية لعام 2014، بعدما نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الترويج للملف الروسي أمام اللجنة الاولمبية الدولية.

وتفوق سوتشي الذي دخل المنافسة على استضافة الاولمبياد الشتوي للمرة الأولى في تاريخه على مدينة بيونج تشانج الكورية الجنوبية، في تصويت أعضاء اللجنة الاولمبية بحصولها على 51 صوتا مقابل 47 صوتا للمدينة الكورية، على رغم أن جميع الأماكن الاولمبية الـ11 المرشحة لاستضافة فعاليات أولمبياد 2014 في سوتشي ليس لها وجود في الوقت الراهن.

وذلك إلى جانب أن اللجنة الاولمبية الدولية أبدت قلقها بشأن عدة أمور بالنسبة لسوتشي بداية من أعمال التشييد ووصولا إلى البيئة.

ولكن القوة الدافعة لبوتين وفريقه بدت لا تقاوم عند اللجنة الاولمبية الدولية التي أشارت فعلا إلى أن المال والاقتصاد عاملان حاسمان في الاختيار عندما استبعدت مدينة سالزبورج النمسوية من الجولة الأولى خلال اقتراع جمعيتها العمومية الـ119 في مدينة جواتيمالا سيتي.

وخسرت بيونج تشانج التي كانت المرشحة الأوفر حظا قبل إجراء التصويت مجددا، كما خسرت أيضا من قبل في التصويت لاستضافة أولمبياد العام 2010 عندما هزمتها مدينة فانكوفر الكندية بفارق 3 أصوات.

ومرة أخرى خسرت بيونج تشانج بعدما كانت متقدمة في الجولة الاولى من التصويت بحصولها على 36 صوتا مقابل 34 صوتا لسوتشي و25 صوتا لسالزبورج.

وكما يحدث عادة في الفعاليات الاولمبية أعلن جاك روج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية بنفسه عن المدينة الفائزة بحق تنظيم أولمبياد 2014 في احتفال خاص.

وصرخ وفد سوتشي في سعادة عقب الإعلان وهللوا «سوتشي سوتشي». وبحلول هذا الوقت كان بوتين استقل طائرته عائدا إلى روسيا.

ولكن بوتين كان قد ترأس الوفد الروسي في وقت سابق من أمس وتعهد بإنفاق 12 مليار دولار لتحويل سوتشي من منتجع صيفي شهير إلى منتجع سياحي لطوال فترات العام.

ووعد بوتين بتقديم «تجربة آمنة وممتعة وخالدة» بمدينة سوتشي التي يقطنها 400 ألف نسمة ليحقق الرئيس الروسي انتصارا كبيرا على المستوى الشخصي في الاقتراع لاحقا بفوز المدينة باستضافة دورة الألعاب.

وعلى رغم أن جميع ملاعب الاولمبياد والبنية التحتية للمدينة سيبدأ العمل فيها من الصفر فإن روج أعرب عن ثقته في أن الروس سينجزون العمل المطلوب منهم.

ولم تخف سوتشي قط حقيقة أن ملفها ذو توجه اقتصادي لكن روج شدد على أن الاولمبياد ستمنح الرياضيين الروس - والذين عادة ما يكونون من أفضل المتبارين في الاولمبياد الشتوية - تجهيزات ومنشآت من الدرجة الأولى وإرثا رياضيا دائما.

ويستضيف منتجع سوتشي أول دورة أولمبية شتوية في روسيا بعد 34 عاما منذ استضافة العاصمة موسكو لدورة الألعاب الاولمبية الصيفية لعام 1980 التي شهدت مقاطعة الكثير من الدول لها.

وستجرى الاولمبياد التي ستعيد إلى روسيا كبريائها في الفترة ما بين السابع و23 فبراير/ شباط من عام 2014 وسط بيئة فريدة من أشجار النخيل والجبال الشاهقة بالقرب من ساحل البحر الأسود بجانب السلاسل الجبلية. وتقدر موازنة الاولمبياد بنحو مليار ونصف المليار دولار.

من ناحية أخرى، قدمت بيونج تشانج مفاجأة كبيرة بظهور أسطورة التزلج الايطالي ألبرتو تومبا أمس لدعم ملفها الذي وصفه بأنه «أفضل خيار للاعب رياضي».

كما ركز تقديم بيونج تشانج لملفها على الجانب السياسي إذ أكد رو مو هيون رئيس كوريا الجنوبية وكيم جين سون حاكم مقاطعة جانجون (حيث تقع بيونج تشانج) أن فوز مدينتهما بحق استضافة الاولمبياد قد يساعد على نشر السلام والمصالحة مع كوريا الشمالية.

وكانت بيونج تشانج هي المرشحة الأقوى للفوز باستضافة الاولمبياد على اعتبار أنها أقل مدينة حصلت على علامات سلبية من لجنة التقييم التابعة للجنة الاولمبية الدولية التي زارت المدن المتنافسة الثلاث في وقت سابق من هذا العام.

ويحظر على أعضاء اللجنة الاولمبية الدولية العاديين زيارة أية مدينة تسعى لاستضافة الاولمبياد منذ فضيحة الرشا التي شابت فوز مدينة سالت ليك سيتي الاميركية بحق استضافة أولمبياد 2002 الشتوية.

ولذلك كان تقييم اللجنة إلى جانب تقديم كل ملف من العوامل الحاسمة لاختيار المدينة المضيفة، كما رجح ظهور بوتين كفة سوتشي في التصويت.

وكان ملف سالزبورج أقل من الملفين الآخرين بكثير من الناحية المادية، ولكنه حاول الاعتماد على موقع النمسا التي تعد واحدة من أكثر البلدان الأوروبية شغفا بالرياضات الشتوية إذ تقع البلاد في قلب أوروبا ولديها أكثر أماكن الرياضات الشتوية إثارة.

وقال المستشار النمسوي ألفريد جوزينباور بعد استبعاد سالزبورج من الجولة الأولى من التصويت: «يجب أن نسأل جميع أعضاء اللجنة الاولمبية الدولية ما إذا كانوا قد اتخذوا قرارهم بضمير صاف. فإذا كانت البلدان الكبيرة فقط هي التي يتم اختيارها لاستضافة هذه الفعاليات الكبيرة فستخسر الحركة الاولمبية الكثير... هذه سياسة تطوير محفوفة بالمخاطر».

وكانت 7 مدن تقدمت في البداية للفوز بحق استضافة أولمبياد 2014 الشتوية، ولكن اللجنة الاولمبية الدولية استبعدت مدن ألماتي الكازاخستانية وبورجومي الجورجية وخاكا الاسبانية وصوفيا البلغارية من المنافسة في يونيو/ حزيران 2006.

العدد 1764 - الخميس 05 يوليو 2007م الموافق 19 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً