بعد مشاركة أولى خجولة لم يحقق فيها منتخبنا الوطني لكرة القدم الكثير، وبعد ابتعاد فترة طويلة عن نهائيات أمم آسيا دام 16 عاما من مشاركته الأولى، عاد الأحمر وسطر تاريخ جديدا زاحم من خلاله عمالقة آسيا، وقبل المشاركة الثالثة نتمنى بل نطالب الأحمر بتسطير تاريخ جديد للكرة البحرينية، تلك بالمختصر المفيد رحلة الأحمر مع نهائيات أمم آسيا.تأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم إلي كأس آسيا مرتين فقط من أصل 13 نسخة أقيمت فيها بطولة كاس أمم آسيا، وكانت المرة الأولي العام 1988 في النسخة التاسعة والتي استضافتها الشقيقة قطر.
وكانت المشاركة خجولة بكل ما تحمله من كلمة، فالأحمر لم يترك أية بصمة عدا التعادل الثمين مع المنتخب السعودي حامل اللقب الذي فاز باللقب بعد ذلك، بعد مباراة كانت قمة في الإثارة لم يتمكن نجوم المنتخب الأخضر ماجد عبدالله ورفاقه من اجتياز حاجز الأحمر، بل أنه عانى الأمرين في المباراة قبل أن يخرج بتعادل عده بعض المتابعين وقت ذاك تعادلا بطعم الفوز للمارد الأخضر وخصوصا أنه جاء في الوقت القاتل من عمر المباراة.
وفي بقية مبارياته وعلى رغم خروجه صفر اليدين ومن دون تحقيق أي انتصار فإنه قدم مستوى مقبولا نوعا ما، إذ إنه تعادل مع المنتخب الكويتي من دون أهداف، وخسر أمام التنين الصيني وأمام المنتخب السوري بهدف وحيد، وودع منتخبنا البطولة من الدور الأول.
وبعد 16 عاما، عاد المنتخب البحريني إلى كأس آسيا وتأهل إلي آسيا 2004 ببكين، ونجح في ترك بصمة كبيرة بحصوله على المركز الرابع بعد الخسارة أمام إيران في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، وهو انجاز تاريخي بكل المقاييس، وأكد أحقية فوز البحرين بجائزة الاتحاد الدولي كأفضل منتخب متطور.
وتأهل المنتخب البحريني إلى آسيا 2004 باحتلاله المركز الثاني في المجموعة السادسة التأهيلية بفارق الأهداف فقط خلف المنتخب العراقي بعد تساوي الفريقين في النقاط ولكل منهما 13 نقطة، وضمت المجموعة ماليزيا وميانمار، وحقق الفريق البحريني الفوز في 4 مباريات وتعادل في مباراة وخسر مباراة واحدة أمام العراق وعلى رغم ثقلها وقسوتها 1/5، فإنه رد الاعتبار من هذه الهزيمة بالفوز على العراق في البحرين بهدف وحيد من رأس علاء حبيل.
قدم منتخبنا في بكين 2004 مستوى أبهر متتبعي البطولة، وأشاد به الجميع، وتمكن من تسطير انجاز كان يحمل في طياته الكثير، فبعد تأهله لآسيا 2004 وقع المنتخب البحريني في المجموعة الأولي التي ضمت إلى جانبه الصين صاحب الأرض والجمهور وقطر واندونيسيا. وتأهلت البحرين للدور ربع النهائي باحتلالها المركز الثاني برصيد 5 نقاط بعد أن تمكنت من التعادل مع الصين 2/2 بهدفي محمد حبيل وحسين علي في الوقت القاتل، وعد هذا التعادل بمثابة الفوز وخصوصا أنه جاء في وقت قاتل وأمام صاحب الأرض والجمهور.
في المباراة الثانية، جاء التعادل مع قطر بهدف لمحمد حبيل وفي الوقت القاتل أيضا لنخرج بتعادل ثمين وغال وكان بمثابة الفوز أيضا.
في المباراة الثالثة، لعبنا أمام المنتخب الأندونيسي ولم يكن أمامنا إلا تحقيق الفوز، وفعلا نجح نجوم الأحمر في تحقيق فوز مهم، وعلى رغم تأخر منتخبنا في التسجيل إلى نهاية الشوط الأول فإن الأهم هو تحقق الفوز وبنتيجة 3 أهداف مقابل هدف واحد، سجل للأحمر حسين علي بيليه وعلاء حبيل وطلال يوسف.
وفي دور ربع النهائي، تخطى المنتخب الوطني نظيره الاوزبكي بركلات الترجيح 4-3 بعد انتهاء الوقتين الاصلي بالتعادل 2/2، تقدم الأوزبك بهدف عن طريق الكسندر، ورد الأحمر بهدفين عن طريق علاء حبيل، وجاء التعادل للأوزبك في الوقت القاتل عن طريق شيلوف، وفي ركلات الترجيح حقق منتخبنا الفوز بنتيجة 4/3.
وفي دور قبل النهائي، التقى الأحمر مع نظيره الياباني الذي تفوق علينا 4/3، بعد أن كنا قاب قوسين أو أدنى من تسجيل انجاز بإخراج حامل اللقب والوصول إلى المباراة النهائية، إلا أن الحظ أدار لنا ظهره ليخرج الساموراي فائزا. تقدمنا بهدف مبكر عن طريق علاء حبيل ورد المنتخب الياباني بهدفين عن طريق ناكاتا وتامادا، قبل أن يعادل علاء النتيجة لصالحنا، وقبل نهاية المباراة بخمس دقائق سنحت الفرصة لنا بهدف دعيج ناصر، وتقترب صافرة النهاية ويحلم كل بحريني بالوصول إلى المباراة النهائية غير أن ناكازاوا كان له رأي آخر بخطفه على حين غرة هدف التعادل والأمان لليابان، لتمدد المباراة إلى الأشواط الإضافية، وفيها تمكن منتخب الساموراي من تسجيل هدف الفوز عن طريق تامادا، ليضيع الحلم الأحمر بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى.
وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، التقى منتخبنا مع ايران وفازت ايران 4/2 سجل لمنتخبنا طلال يوسف وصالح فرحان، في حين سجل لإيران علي كريمي وعلي دائي هدفين وجواد نيكونام.
الفتى الذهبي وضع بصمته
من الأشياء الرائعة التي حملتها بكين 2004 هو تصدر الفتى الذهبي علاء حبيل قائمة الهدافين في البطولة بالمشاركة مع العالمي علي كريمي لاعب المنتخب الإيراني برصيد 5 أهداف، وهو أمر رفع من أسهم منتخبنا وعلاء حبيل.
نجح المنتخب البحريني في التأهل إلى كأس آسيا 2007 بعد حصوله على المركز الثاني برصيد 4 نقاط في المجموعة الرابعة خلف المنتخب الاسترالي الذي احتل الصدارة برصيد 9 نقاط، وكان الفوز الذي حققه المنتخب الوطني على نظيره الكويتي 2/1 في آخر المباريات هو الحاسم لبطاقة التأهل الثانية إلى النهائيات للمرة الثالثة في تاريخه.
وخلال مشوار التصفيات خسر المنتخب الأحمر مرتين أمام استراليا الضيف الجديد علي الكرة والبطولة الآسيوية 3/1 و0/2 وتعادل في المباراة الأولى مع الكويت سلبيا.
ويذكر ان نتائج المباريات التي خاضتها منتخبات البحرين والكويت واستراليا مع لبنان ألغيت لانسحاب لبنان بسبب ظروف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية في تلك الفترة.
وأسفرت قرعة كأس آسيا 2007 عن وقوع المنتخب الوطني في المجموعة الرابعة القوية التي تقام مبارياتها في جاكرتا وتضم السعودية وكوريا الجنوبية واندونيسيا.
من الأشياء الغريبة واللافتة للنظر في مسيرة منتخبنا الوطني في تصفيات كأس آسيا، أنه قاده للنهائيات 4 مدربين في 4 لقاءات؛ فقد بدأ منتخبنا الوطني التصفيات بقيادة لوكا وقاد المنتخب أمام استراليا، ثم أقيل لوكا وقاد المنتخب بعده الوطني رياض الذوادي في المباراة الثانية أمام المنتخب الكويتي في الكويت، وبعدها تم التعاقد مع الألماني بريغل إلا أنه رفض قيادة المنتخب في مباراته مع استراليا والتي أقيمت في سيدني، وفضل عدم خوض المنتخب الأول المباراة، ليستعين الاتحاد بالمنتخب الاولمبي لخوض هذه المباراة وفيها قاد البوسني كريسو الأولمبي، وفي المباراة الرابعة الأخيرة قاد بريغل منتخبنا أمام الكويت هنا في المنامة وفيها حقق منتخبنا الوطني الفوز وخطف البطاقة الثانية عن هذه المجموعة.
وتنتظر الفريق البحريني مهمة صعبة وشاقة في افتتاح مبارياته بكأس آسيا، إذ يلتقي مع نظيره الاندونيسي الذي سيسعي بكل قوة للثأر من خسارته في الدور الأول بآسيا 2004، وكانت آخر مواجهة بين المنتخبين في الدور الأول للبطولة الماضية.
وفي الجولة الثانية، يلتقي الأحمر مع نظيره الكوري الجنوبي، وفي الجولة الثالثة بالدور الأول مع المنتخب الشقيق السعودي.
آسيا 2007 ستكشف عن الشكل الجديد للمنتخب الوطني بعد أن تولى قيادته المدرب التشيكي ميلان ماتشالا صاحب الخبرة الواسعة في الكرة الخليجية والكرة الآسيوية وصاحب البصمة الواضحة التي تركها على المنتخب العماني في البطولة السابقة، وكذلك في البطولات الخليجية مع المنتخبين العماني والكويتي.
ويبدو منتخبنا قادرا علي الوصول إلى أبعد من الدور الأول لآسيا 2007 بما يملكه من لاعبين مميزين قدموا أوراق اعتمادهم في البطولة السابقة وخطفوا الأنظار بشدة إليهم، كما أن خبراتهم زادت بعد التجربة الاحترافية التي خاضوها في الدوريات الخليجية.
العدد 1764 - الخميس 05 يوليو 2007م الموافق 19 جمادى الآخرة 1428هـ