هل كُتِب على بعض القرى أن تعيش نكبة حقيقية مدى الحياة؟
سؤال نوجهه إلى الجهات المسئولة في بلادنا، وهو سؤال مكرر، سبق توجيهه من جهات عدة، وفي فترات مختلفة عن طريق الصحافة وغيرها من وسائل الإعلام، ولكن من دون جدوى، وكأننا نخاطب «صمخان أو «خشب مسندة».
فهذه المعامير وسلماباد والسهلة وغيرها من القرى تستنجد من لديه حلول ناجعة لما تعانيه هذه القرى من مشكلات قديمة، من دون أن تمتد إليها يد من أية جهة تنقذها من «النكبة» التي تعيشها ليل نهار.
وكتب الكثيرون عن المعامير بالكلمة والصورة ما يوضح معاناتها من جو خانق ومميت أدى إلى وفاة الكثير من أبنائها من دون أن يحرك أحد ساكنا، بل اكتفى هذا المسئول أو ذاك بالتفرج على ما يجري في المعامير من «مهزلة» و «سخرية» و «استهانة» بأرواح البشر، وكأن الإنسانية قد اختفت من على هذه الأرض، وحل محلها «اللا مبالاة» التي لا تخفى على أحد.
وأما سلماباد والسهلة، فهما غارقتان في بحر من الورش والكراجات والمصانع التي تعدت حدودها وصارت تزاحم الساكنين وتضايقهم جراء الاختناقات المزعجة في كل الأوقات، فهل هذا مقبول؟ إن من يتأمل البلدان المتحضرة يجدها تولي اهتماما بشعوبها، وتسعى جاهدة لتوفير الراحة لهذه الشعوب عن طريق فصل الكراجات والورش ومساكن العزاب وغيرها عن مساكن الـ «بني آدم» حرصا على راحتهم وتوفير الأجواء النقية والبيئة الصالحة لعيشهم واستقرارهم، وهذا شيء ملحوظ في البلدان القريبة منا والبعيدة، أولسنا متحضرين كما ندعي؟
المطلوب بصفة عاجلة إبعاد كل ما يزعج المواطن من ورش ومخازنَ وكراجات وسكن العزاب ومحلات «سكراب» إلى أماكنَ بعيدة جدا، بعد دراسة وافية على المدى البعيد، حتى نتلافى حدوث المشكلة مرة أخرى ونوفر بالتالي الأجواء الصالحة لإقامة الآدميين، بعيدا عن أية «ملوثات» أو «منغصات» تهدد حياة الأبرياء، وتقضي على فلذات أكبادهم وهم في عمر الزهور وهناك سؤال آخر أكثر صراحة: لماذا تتكدس كل تلك «المزعجات» في قرى معينة؟ هل إن حياة القرويين باتت رخيصة إلى حد عدم التمييز بين الإنسان والبعوضة؟... أجيبونا.
إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"العدد 1764 - الخميس 05 يوليو 2007م الموافق 19 جمادى الآخرة 1428هـ