إن علاقة الكتابة بحياتنا هي علاقة طردية بتراكم المعلومات والرصد للحوادث اليومية! وكلما تنوعت ازدادت بعدا إيجابيا وآفاقا متلونة وأن خيال من يكتب ضروري جدا للانطلاق والأخذ لإثراء الحضارة والمساهمة في توضيح الغموض الذي يكتنف بعض السلوكيات والقوانين أو الأنظمة التي قد تكون مجحفة وظالمة والتي قد لا يشعر بها الآخرون لانهماكهم بهمومهم اليومية!
ومن هنا نساهم في التحسين من الأداء المصرفي والاجتماعي والسياسي وقد تكون الكتابة عبارة عن مجرد (فشة خلق) وللتسلية والفرفشة وقضاء وقت ممتع للتنفيس عن الهموم اليومية!
وأنني أتساءل؟ ماهو دور القارئ في التعامل مع ما يقرأ؟ وما هي قدراته في التعبير الإيجابي، أو العطاء مقابل ما يتلمسه من المعلومات! ومن ملاحظاتي فإن هنالك من ينشط ويتحمس على الانترنت ويضيف مشاركات وجدانية قيمة وهذا مهم جدا لاستمرارية الحوار بين الطرفين ويساهم في العطاء المتبادل، ويشجع الكاتب على الاعتناء باختيار الموضوعات الهادفة حينما تجد من يبادله الأفكار، ويجد صدى للحوار معه.
ولكن مع الأسف فهؤلاء عددهم قليل جدا نسبة إلى ما أراه في الصحف الأجنبية والذين يضعون أسماءهم الحقيقية من دون خوف مع عناوينهم! كما تحرص الصحيفة الأجنبية على متابعة المشكلات التي تهم قطاعا كبيرا من الناس على الاتصال بالمسئولين والرد على ما تم طرحه، بقدر الإمكان! وهذا محدود عندنا، وقد تكون الأسباب اجتماعية كالكسل مثلا أو قلة الحماس أو التخاذل السريع والخوف من عدم وجود الجدوى من المتابعة وفي المثل القائل «ماضاع حق وراءه مطالب» هو حقيقة يجب ألا نغفل عنها!
وأرى أننا في عصر فيه الكثير من الحرية والانفتاح للتعبير عن الرأي أن لنمو المجتمعات ثمنا وتضحية! فنحن ما زلنا في بداية الركب الحديث للحضارة وأن الخوف من البعيد والأداء هو جزء من الماضي وسلوك التعود على قمع الحريات الشخصية قد بدأ في الانقراض من المجتمعات المتقدمة! ويجب أن يتغير، وأن الأفكار يجب أن تنطلق وأن تكون حرة ومتبادلة طائرة في الفضاء! دون خوف أو قيود والتخلص من السجون الإنسانية الوهمية والقوالب القديمة التي نضع أنفسنا فيها!
لأنه في كبت الحريات انعكاسات نفسية وجسدية مؤلمة، قد تعوق حركتنا وتقدمنا، وألا يكون الأداء المادي والاقتصادي للإنسان عائقا لحريته وفكره، ربما نحن مازلنا في حاجة للوقت لتنمية تلك المشاعر والوقت كفيل بتنمية المجتمعات ولكن بشرط البدء في التعبير الصريح والواضح عن كل ما يضايقنا والتواصل مع الآخرين (وألا يفسد للود قضية!).
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1763 - الأربعاء 04 يوليو 2007م الموافق 18 جمادى الآخرة 1428هـ