نعتقد بأن شركة طيران الخليج موفقة في خطة الرحلات الجديدة، والتي دخلت حيز التنفيذ في بداية شهر يوليو/تموز الجاري. يركز البرنامج الجديد على عدة مناطق تعتبر حجر الزاوية بالنسبة لمواطن القوى لدى الشركة. وهذه المناطق عبارة عن: دول مجلس التعاون الخليجي، الشرق الأوسط، شبه القارة الهندية، بعض المدن الأوربية.
زيادة عدد الرحلات
تتضمن الاستراتيجية الجديدة للرحلات ضمان تسيير رحلتين يوميا إلى المدن الرئيسة في دول مجلس التعاون (لكن إلى بعض الجهات الأخرى مثل دبي). كما أن الخطة ستعزز من عدد الرحلات إلى بعض الوجهات القريبة نسبيا في منطقة الشرق الأوسط، مثل العاصمة الأردنية عمان. كما أنه من الصواب أن يتم تسيير رحلات متكررة إلى شبه القارة الهندية (مومباي ودلهي وكراتشي وداكا) نظرا لوجود العمالة الآسيوية الأجنبية، والتي بدورها تمثل الأكثرية في سوق العمل. أيضا يمكن تفهم مواصلة الرحلات إلى بعض المدن الأوربية وخصوصا لندن.
إغلاق بعض الخطوط
في المقابل, أوقفت الشركة تسيير رحلات إلى بعض الوجهات منها دبلن بأيرلندا اذ ليس بمقدور طيران الخليج المنافسة على هذا الخط بشكل مباشر من البحرين (يكفي أن تسير الشركة رحلات إلى مطار هيثرو بلندن). كما يمكن تفهم سبب إغلاق خط جاكرتا على رغم وجود عدد كبير من الجالية الإندونيسية والتي تعمل في قطاع العمالة المنزلية. تكمن المشكلة بأن ذوي الشأن يبحثون عن أرخص الأسعار عند ترتيب سفر العمالة المنزلية الاندونيسية. كما نتفهم سبب إغلاق خط جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا نظرا لطول المسافة وبالتالي الكلفة العالية.
بيد أنه لازلت غير مقتنع لوقف تسيير رحلات إلى سنغافورة، والتي بدورها تعد المثال التنموي الناجح للبحرين. تعتبر سنغافورة أهم مركز مالي في جنوب شرق آسيا. وعندما سألت عن السبب قيل لي بأن المسألة لها علاقة بضآلة عدد المسافرين من البحرين إلى هذا الخط. عموما كان يعرف عن خط سنغافورة بأنه مزدحم كثيرا ربما بسبب ارتباطه بخط آخر (سيدني).
بقي على الشركة أن تشرح لنا أسباب فتح خط إلى زيورخ بسويسرا (موطن الرئيس التنفيذي الجديد أندريه دوزيه) في الوقت الذي تقرر غلق خط (سيدني) (موطن الرئيس التنفيذ السابق جيمس هوغن؟).
دور اقتصادي
الشيء المؤكد هو أن شركة طيران الخليج تعلب دورا حيويا في اقتصادنا الوطني أكثر بكثير من قطاع السفر، وخصوصا قطاع الخدمات المالية. فتسيير رحلات متكررة إلى بعض الوجهات مثل الرياض يوفر فرصة مناسبة لتسويق منتجات مصرفية جديدة في المملكة العربية السعودية، وبالتالي ضمان بقاء البحرين مركزا حيويا للخدمات المصرفية في المنطقة بأسرها. يعتبر قطاع الخدمات المالية المساهم الأول في الناتج المحلي الإجمالي للبحرين.
تلعب طيران الخليج دورا محوريا في حركة الطيران في البحرين اذ تعد أكبر مستخدم لمطار البحرين الدولي. وتستحوذ الشركة على نحو 70 في المئة من مجموع أنشطة الطيران في مطار البحرين الدولي. كما تقوم الناقلة بدور فعال في حركة المواطنين والزوار من و إلى البحرين. وبلغ عدد المسافرين المستخدمين لمطار البحرين نحو 7 ملايين في العام 2006. يشار إلى أن مسابقة الفورمولا 1 لسباق السيارات تعقد تحت شعار جائرة طيران الخليج.
ختاما ربما تساهم الاستراتجية الجديدة في جعل شركة طيران الخليج اسما على مسمى، أي توفير خدمة الطيران بشكل متكرر في منطقة الخليج.
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1763 - الأربعاء 04 يوليو 2007م الموافق 18 جمادى الآخرة 1428هـ