في زيارة تاريخية خاطفة يا ليتها لم تتم وهي غير مرتبة طبعا، لعبت الصدفة فيها بشكل كبير، إلى سوق الخضرة المركزي بالمنامة قمت بها الأيام القليلة الماضية، حملت كيس نقودي على أمل أن أميّر البيت بما لذ وطاب من الخضار والفواكه التي نسمع عنها ونراها في المجلات والتلفزيون وعبر الإيميلات التي تردنا، دخلت وكانت آخر زيارة لي إلى هذا السوق المسكين لأكثر من 8 أو حتى 10 سنوات متتاليات من غير مبالغة! لم أكن على قطيعة معه ولكن انتشار الباعة المتجولين البنغالية وبأسعارهم المغرية ومحلات الخضار في عراد حال دون ترددي على السوق المركزي إياه، هي قطيعة حميدة بطبيعة الحال، فما رأيته هو حال مزرية لموقع من المفترض أن يكون سياحيا أقترح لو يتم تحويله إلى مقبرة، والإسراع في هذه الفكرة ليبدأوا في سوق المحرق المركزي (الخضار) لأن حاله أزرى بكثير من الآخر فالداخل له يتحسر ويتندم على مبنى بهذا الحجم وخدمات بهذا الحجم!
الزائر إلى السوق المركزي يموت من الحر صيفا وانتم أعلم بحال صيف البحرين وبهذا يعرف الزائر سبب نضوج وتلف الفواكه بسرعة على رغم مسيرها برور وبحور من غير أن تتأثر، البيئة الموجودة هناك لا تسر عدوا ولا صديقا، هو سوق يمكن أن يكون سوق حراج او سوق بيع العلب المستخدمة... لكن خضار... لا!
الحجم الكبير لهذا السوق لو يخلونه من الباعة ويتم تحويله الى ورشة نجارة لربما كان افضل بكثير من أن يسمونه سوق خضار «مركزي»، الجو هناك خانق بسبب انعدام التهوية الصحيحة، ناهيك عن عرق العمال المتساقط كالمطر على الخضار المختلطة بروائح ما يتلف منها! ومن هنا أيضا تعرف سبب تركيز الأطباء على الاعتناء بتنظيف الخضار والفواكه جيدا!
لا أعتقد أن البلدية لديها هم هناك غير جباية الرسوم والإيجارات، ولم نسمع عن مشروع تطويري ينتشل السوق من براثن التخلف المؤدي إلى الانقراض، وما أقصده من مشاريع هي قصيرة المدى وليست تلك التي نرى خرائطها وننساها!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2262 - الجمعة 14 نوفمبر 2008م الموافق 15 ذي القعدة 1429هـ