فلسفة رئيس نادي ريال مدريد رامون كالديرون وهو يعلن عن إقالة المدرب الايطالي فابيو كابيللو الذي قاد الفريق للفوز ببطولة الدوري العام الإسباني بعد ابتعاده 4 مواسم متتالية تركت ردود فعل كبيرة في الوسط العالمي الرياضي.
فهذا الرئيس لا يجد الفوز ببطولة الدوري سببا مهما لاستمرار المدرب في تدريب الفريق، بل يرى أن الأداء «الانهزامي» الذي قدمه الفريق طوال مباريات الدوري كان السبب الرئيسي الذي دفع النادي الملكي إلى إقالته، حتى لو كلف خزينة النادي 6 ملايين يورو! فالفوز - في نظر الرئيس - لا يعني أبدا أنك الفريق الأفضل والأحسن... فهل يؤمن الجميع بهذه الفلسفة الكروية؟!
أنا شخصيا أميل إلى هذه الفلسفة، وهو ما دفعني إلى الإعجاب بالكرة البرازيلية ومتابعة مبارياتها قبل أن تدخل على الخط وبقوة الكرة الأرجنتينية ثم الهولندية حينما ابتدعت الكرة الشاملة العام 74 في ألمانيا.
نعم، الكرة فوز وخسارة إلا أن المتعة تكمن في الأداء الراقي والمهارات الفنية العالية. فدول كالبرازيل والأرجنتين وبقية دول أميركا الجنوبية تتنفس الكرة، ولها تأثير سحري على مجتمعها يفوق الجانب السياسي. فسقوط أحد هذه المنتخبات قد يسبب انقلابا جماهيريا والإطاحة بالحكومة.
كما أن هذه الدول لها فلسفتها القريبة من فلسفة الرئيس رامون، فهي تعد مهارات اللاعب بمثابة جواز السفر للمرور إلى الكرة العالمية بعكس الدول الأوروبية التي تهتم باللياقة البدنية والقوة الجسمانية.
وبين رئيس النادي الملكي رامون وكرة أميركا الجنوبية فلسفة وسطى أخرى أتمنى من القارئ الكريم أن يتأملها جيدا، ولا أطلب منه بالضرورة أن يقتنع بها. فكرة القدم في بلادنا مازلت في مرحلة لا تؤهلها إلى الفوز ببطولة عالمية ولو بعد قرن من الزمان.
فَكُرتنا ينقصها الكثير الكثير من الإمكانات الفنية العالية التي ترتقي باللاعب البحريني للوصول به إلى العالمية وهذا - طبعا - لن يأتي بين عشية وضحاها.
لذلك فإن الجميع مطالب بأن يدرك هذه الحقيقة، وبالتالي يجب علينا أن نسير في خط علمي صحيح بعيدا كل البعد من أسلوب التجنيس «الأرعن» أو أهواء المسئولين؛ لأن هذا سيضر بالكرة ويؤخر تقدمها وتطورها. فدول العالم والدول الشقيقة بدءا من الكويت والسعودية والإمارات والعراق، حينما تأهلت إلى كأس العالم وفازت بالبطولات القارية لم تصل - أبدا - بالتجنيس أو بالتوصيات أو الوصفات الطبية السريعة!
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1761 - الإثنين 02 يوليو 2007م الموافق 16 جمادى الآخرة 1428هـ