امتدح رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لدى افتتاحه اجتماع حكومته أمس (الأحد) حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني سلامة فياض، وقال إن «خطواتها - بما في ذلك حظر حمل سلاح غير قانوني وإلغاء جوازات السفر التي أصدرتها حكومة هنية وسلسلة الخطوات الاقتصادية الأخرى - تساعد على نشوء مسار للتنسيق بيننا وبينهم سيمكّن من دون شك من تقدم المسار السياسي».

بهذا الكلام عبّر الجانب الإسرائيلي عن ارتياحه للسياسة التي تنتهجها حكومة الطوارئ الفلسطينية التي جاءت على المقاس الذي كان يتمناه، فيما كان سابقا يبدي غضبه واحتجاجه الدائمين على حكومة «حماس»؛ لأنها لم تخضع إلى ما يريد أو تتنازل عن مبادئها.

ففي الوقت الذي تفرج «إسرائيل» عن بعض الأموال الفلسطينية المجمدة لديها منذ ستة أشهر، نجد الطائرات والدبابات الإسرائيلية تواصل قذفها للمنازل وتغتال النشطاء من جميع الفصائل واحدا تلو الآخر، كما أنها تشدد قبضتها على قطاع غزة عبر حصارها المستمر في محاولة لتركيع ما تبقى من كرامة ومقاومة.

فـ «إسرائيل» بهذا الأسلوب تريد إعطاء درس للجميع أن الخضوع إلى إملاءاتها وشروطها التعجيزية ربما يبعدك عن شبح الإبادة ويضفي عليك شرعية دولية ويجعلك تقتنع ببعض المكاسب الآنية ربما لأجل مسمى، وأن مقاومتها ومعاداتها تعرِّضانك للتجويع والقتل والتهجير والحصار والصمت العالمي.

فـ «إسرائيل» لن ترضى عن أحد حتى يدخل الناس في ملّتها ويسيروا في فلكها وينسوا أي معنى للمقاومة والانتفاضة والمقاطعة.