هل هو رذاذ من الزجاج الوعر؟ أم أكوام من المسامير الحادة كانت منثورة أمام مدخل القاعة التي أقامت فيها مدرسة النعيم الثانوية للبنين حفل تخريج كوكبة من متفوقيها؟ أم ربما هي الكلاب البوليسية المتربصة لمسئولي الوزارة تحول دون وصولهم إلى قاعة الحفل ؟
إهمال غير مبرر البتة من وزارة تتقدم كلمة التربية على التعليم في اسمها الرسمي، وإلا فماذا يعني أن توافق الوزارة رسميا على حضور ممثل عنها حفل التكريم، ويتم الحفل من دون هذا الممثل ومن دون اعتذار حتى؟ ولو كان الحفل لـ «الراسبين» من أجل تشجيعهم على النجاح لكان عدم حضور الرعاة مستهجنا، فضلا عن أن الحفل لكوكبة من المتفوقين الذين ملأوا لوحة الشرف على مستوى البحرين!
المدرسة قامت بإبلاغ الوزارة عن حفلها السنوي قبل شهر من حفل التخرج، وتلقت المدرسة موافقة من الوزارة، وتم تحديد راع للحفل وهو الوكيل المساعد للتعليم العام والفني ناصر الشيخ، وقامت المدرسة «المسكينة» بطباعة شهادات الطلبة «المساكين» على الدعوات وأرسلتها لأولياء الأمور باسم الراعي، وتم تذكير الوزارة بـ «الموعد» إلا أن الوكيل المساعد كان على موعد آخر مع وزير التربية خارج البحرين، ولأن الوقت من ذهب، والمسئولون غير قادرين على حك رؤوسهم حتى! لم يستطع الوكيل الاعتذار أو حتى تكليف أحد بالاعتذار نيابة عنه! فسافر الرجل رافقته السلامة في الحل والترحال، وبعد أن اتصلت المدرسة بالوزارة تم تحديد راع آخر لم يسافر، وذلك قبل يوم واحد فقط من الحفل! وهو الوكيل عبدالله المطوع، ثم انشغل هو الآخر، وتم تحديد راع ثالث صباح يوم الحفل وهو الوكيل المساعد للموارد البشرية صبري عبدالهادي إلا أن هذا الراعي الثالث أيضا لم يوفق للحضور ولم يوفق أيضا حتى للاعتذار عن الحضور! وعندما اتصلت به المدرسة ذكر أنه «لا علم لديه بالحفل ولا برعايته»! وبدأ الحفل على طريقة حفل العام الماضي الذي لم يشرف أحد من مسئولي الوزارة بحضوره أيضا، ربما كما ذكرت لوجود كلاب بوليسية أمام القاعة تشم رائحة مسئولي وزارة التربية وتميزهم عن غيرهم لتنهش في لحومهم فمن يدري !
أحد أولياء الأمور ذكر أنه تمنى لو لم يحضر الحفل مع ابنه المتفوق! لأنه شعر أن تفوق ابنه غير مرغوب فيه، وأن وزارة التربية لا تريد تربية أبنائها على المساواة، وإنما تريدهم أن يتشبعوا قبل أن يخوضوا معترك الحياة بثقافة التمييز! فمن المسئول في الوزارة عن تغذية خيرة طلبتها بهذه الثقافة التي لا يعلم عواقبها إلا الله؟ ولتخسأ مدرسة النعيم !
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1760 - الأحد 01 يوليو 2007م الموافق 15 جمادى الآخرة 1428هـ