يقابل كل البحرينيين الذين التقيناهم موضوع توحيد العملة النقدية الخليجية بابتسامة عريضة، وأبدوا حماسا كبيرا لهذا المشروع الذي رأوا أنه سيخلّص البحرينيين من عائق الفارق في العملات مع دول الخليج الأخرى.
وأجمع كل من أبدوا رأيهم بأن البحرينيين سيكونون الأكثر استفادة من مشروع العملة الخليجية، كما قال كثير منهم إنهم لن يأسفوا على تغيير عملتهم الوطنية «الدينار» إلى عملة ذات امتيازات أفضل.
والطريف في الأمر أن غالبية البحرينيين وخصوصا الشباب منهم يبدون رغبتهم في أن تساهم الخطوة المتوقع تنفيذها في العام 2010 في توحيد ليس العملة فقط وإنما الرواتب ذات الفارق الشاسع مع الخليجيين عموما والكويتيين خصوصا. وفي حين يفضّل بعضهم إطلاق مسمى «تعاون» على الوحدة النقدية الجديدة، إلا أن كثيرا منهم يرغبون تسميتها بـ» الدينار الخليجي».
وكانت البداية من جابر أحمد حسن (مدير المعهد الديني الجعفري) الذي يبدي ترحيبا حارا بالعملة الموحدة، بوصفها خطوة مهمة في طريق تطوير العلاقات الخليجية المشتركة. ويرى بأن التوحيد أمر مهم بالنسبة إلى العملة، فستكون كل دول الخليج في سلة واحدة، وحينها يمكن أن تكون العملة قادرة على تحدي شروط التنافس، فتختار الارتباط باليورو الأوربي بدلا من الدولار الأميركي.
ويقلل حسن من أية تداعيات لتغيير العملة، قائلا: نحن في البحرين لدينا تجارب سابقة، فقد كانت البحرين تستخدم (الروبية) وبسهولة استطعنا أن نستبدلها.
من جهته يقول عادل مهدي (موظف): نعم نؤيدها؛ لأنها ستحقق حلم الوحدة الاقتصادية الخليجية، وستعزز من التقارب الخليجي، وأعتقد أن كل الشعب موافق على هذا التغيير.
ويعلّق عبدالهادي يوسف (أعمال حرة) قائلا: العملة الموحدة أفضل؛ لأنها أسهل في التداول بين دول الخليج، فالمجمعات التجارية الكبرى تستبدل العملة بفارق مالي بخلاف إذا ما توحّدت العملة».
ويعتقد يوسف «أن المصلحة الوطنية تقتضي أن تتجاوز مسألة التمسك بالدينار؛ لأن البحرينيين أكثر من سيستفيد من هذه الخطوة، وإذا حدث تفاهم فسيكون ذلك مكسبا لشعوب المنطقة، ونسأل هل ستوافق دول الخليج الأخرى على هذا التغيير» مفضلا ترك تسمية العملة إلى الماليين والمصرفيين، ويتمنى أن تتصدر أعلام الدول الست العملة الجديدة.
ويضيف يوسف بأن محلات الصرافة لن تتضرر «لأن هناك عملات كثيرة والعمالة الأجنبية كثيرة، وهم لا يعتمدون على التحويلات المالية البسيطة».
من جانبه يشير جاسم المحل (مروج مبيعات) إلى أن العملة ستتجاوز إشكالية الفرق في الحوالات المالية بين دول المجلس، وأعتقد أن غالبية البحرينيين سيقبلون تغيير العملة، ولكن لا أعتقد أن الكويتيين والقطريين سيقبلون. ويفضل المحل أن تظل العملة الخليجية تحت مسمى «الدينار الخليجي».
وبدوره يرى يونس حسن عبدالله ( فني) أن توحيد العملة سيساعد الخليجيين على توحيد الصرافة؛ لأن هناك محلات لا تتقبل بعض العملات الخليجية، وأظن أن البحرينيين سيستفيدون، والعملة لن ترتفع سلعتها ولن تنزل.
أما محمد الموالي (مسئول أمن) فيجيب بابتسامة كبيرة على سؤال «الوسط»، ويقول: أتمنى أن تصبح الرواتب متقاربة أيضا (...) وأعتقد بأنه من السهولة أن تتخلى الناس عن هذه العملة لصالح العملة الموحدة لكي لا تكون عملتنا ناقصة عن أشقائنا في الخليج، ويقترح هو الآخر أن تكون العملة هي «الدينار خليجي».
ويوضح حسين إسماعيل ( طالب ثانوي) أنه يفضل العملة الموحدة لتسهيل التداول بين دول الخليج، وقال: أتوقع وجود آراء مختلفة بشأن تحويل العملة، خصوصا أن سلطنة عُمان غير موافقة على الانضمام للعملة حاليا، مضيفا «من دون شك فإن الفائدة ستعم على الجميع». ويقترح إطلاق اسم «تعاون» على العملة الخليجية الجديدة كناية بمجلس التعاون، ويؤكد أننا «نحتاج إلى أخذ رأي الشعب في هذا التحوّل».
ويؤكد علي حسين (موظف) أن توحيد العملة سيصب في مصلحة البحرينيين «فعندما أذهب إلى دول الخليج ولديّ عملة موحّدة لن تكون هناك حاجة إلى الصرف، كما ستؤدي هذه الخطوة إلى إلغاء الفارق بين العملات الخليجية». ويحبذ إطلاق مسمى الدرهم الخليجي؛ لأنه كان يستخدم قديما منذ أيام الرسول (ص).
لكن حسين حميد (طالب ثانوي) فيعتقد أن كبار السن لن يوافقوا على التغيير؛ لأنهم تعوّدوا على هذه العملة في حين أن الشباب سيكونون سعداء به كثيرا (...) واقترح إطلاق مسمى «الريال الخليجي» على العملة الجديدة؛ لأنها العملة الأكثر تداولا في الخليج حاليا، ولكن من المفترض أن يجرى استفتاء عام قبل أن تقول البحرين (نعم) أو (لا) لتوحيد العملة.
ويرى زميله جعفر حبيب الحلواجي أن عملية توحيد العملة ستسهل كثيرا من حركة التنقلات بين مواطني دول المجلس، وأتوقع أن البحرينيين عموما سيقبلون تغيير المسمى ؛لأنهم يتطلعون إلى الجديد دائما.
ويقول الشاب حسن الصياد: «بصراحة نريد أن نصبح مثل الكويتيين؛ لأن عملتهم أكثر منّا»... والمفروض أن نتخلّى عن الدينار سريعا ولا نتمسك به إطلاقا؛ لأن العملة الجديدة فيها مميزات، وأعتقد أن «الدينار الخليجي» سيوحد الخليجيين فعلا.
وللبنات رأي أيضا، لكن منال أحمد (موظفة مبيعات) لا تبدي حماسا كبيرا لخطوة تغيير العملة، لكنها ترى أن تغيير العملة أمر طبيعي جدا سيحصل اليوم أو غدا، ولكن الناس لن تتخلى عن الدينار بسهولة؛ لأننا تعودنا على الدينار!
وتقول زميلتها فاطمة حسن: إنها تؤيد العملة الموحدة «لأننا في خليج واحد، وجميل أن تصبح العملة رمزا عن الوحدة الخليجية التي هي حلم شعوب هذه المنطقة.
كما يجب أن تطلع الحكومة الناس بشكل مبكر على أي قرار بتغيير العملة، حتى لا يستيقظ الناس في ذات يوم على عملة جديدة»!
العدد 1759 - السبت 30 يونيو 2007م الموافق 14 جمادى الآخرة 1428هـ