التصريحات التي أدلى بها عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الفلسطينية هاني حسن لقناة «الجزيرة» هي في الواقع لا تعدو أن تكون نقدا ذاتيا للحركة ربما كان الغرض منه تصحيح مسارها. بيد أن المقابلة أثارت ردود فعل هستيرية واسعة من قيادات «فتح» إذ نعتوا الرجل بصفات نابية واتهموه بالخيانة العظمى وطلبوا من رئيس الحركة محمود عباس إنزال أشد العقوبة بحقه.
إن ما كشفه حسن ليس بجديد على المسامع فوسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية أماطت اللثام من قبل عن توجه أميركي إلى الوقيعة بين «فتح» و«حماس» أو بالأحرى تأليب الأولى على الثانية. ومعلوم أن الإدارة الأميركية خططت إلى تقوية قوات عباس ليس لمقاومة الاحتلال ولكن لضرب إخوانهم، إذ سعت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إلى إحداث فوضى خلاقة في المنطقة تكون فيها الغلبة لـ «إسرائيل».
إذا ردود الفعل الغاضبة من قيادات «فتح» تجاه زميلهم غير مبررة؛ فالرجل لم ينسلخ من حركته بل طالب «حماس» بإعادة المؤسسات التشريعية في قطاع غزة إلى السلطة. لذلك كان لزاما على «فتح» أن تقبل النقد الذاتي ولا تنحدر إلى مستوى تدمير الذات فكل ما يحدث الآن في الأراضي المحتلة داخليا مرده إلى غياب الزعيم الفذ الذي يمكن أن يسد الفراغ الذي تركه ياسر عرفات. وعموما مازالت «حماس» تمد يدها للمصالحة وتنفي نيتها إقامة سلطة خاصة بها في القطاع ثم أن القيادة العربية حثت مجددا على عودة الفلسطينيين للحوار وهو الطريق الوحيد للإبقاء على حيوية القضية.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1759 - السبت 30 يونيو 2007م الموافق 14 جمادى الآخرة 1428هـ