هذا الشعار الذي استخدم في إحدى السنوات للترويج لمهرجان سياحي في فصل الصيف ذكرني بـ «مهرجان التلوث» والمخالفات الصارخة التي أدت إلى تلوث أعز ما نمتلكه كجزيرة «تحيط بها المياه من أربع جهات»، هذه العبارة التي تعلمناها منذ دخلنا المدارس إلى أن تخرجنا منها.
والحق أننا كنا نشعر بغبطة حين نتعرف على أناس من خارج البحرين، ممن لم يزوروا البحرين بالطبع، يحسدوننا على أننا نسكن جزيرة في وسط المياه، ويفهمون أن اسم البحرين جاء لفظا معبرا عن أننا نعيش حقا بين بحرين (بحر+ بحر)، وهذا ما يعتبرونه نعمة نحسد عليها، ولو عرفوا الواقع لما حسدونا!
فتحول محمية طبيعية كخليج توبلي إلى محمية لمياه المجاري، إنما هو وصمة عار في تاريخ البحرين، فمن يصدق أن الصور التي كانت تنشر للخليج وهو محاط بالطبيعة الخلابة من النباتات والطيور والتي كنا حين نراها نشك أننا في البحرين، تنشر له فيما بعد صور أقل ما يقال عنها أنها صور مخجلة حين امتد شريط الأسماك النافقة على سواحل الخليج، لتكشف هذه الأسماك عما خفي وكان أعظم، بقعة سوداء في الخليج «المحمية» سببتها مياه المجاري.
بيع فشت، ونفوق الأسماك، وتلوث محمية طبيعية، ثم تلوث ساحل آخر جراء إلقاء طنّين من برادة الحديد، ناهيك عن انقطاعات الكهرباء والماء المستمرة... إذا كنت في البحرين... فأهلا بك في «صيفك على كيفك».
إقرأ أيضا لـ "أماني المسقطي"العدد 1758 - الجمعة 29 يونيو 2007م الموافق 13 جمادى الآخرة 1428هـ