انتقد خطيب الجمعة في جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق رمي المخلفات في خليج توبلي، مشيرا إلى أن «ذلك جريمة شنعاء»، وذكر أن «الإسلام دين لكل عصر، وهو دين لكل حادثة ويتكيف مع كل نازلة، وسبق أن تطرقنا في خطب ماضية عن أهمية أن يتفاعل المسلم مع ما يكتب في الصحف والمجلات(...) والمسألة التي سنتناولها اليوم مسألة تهم كل مسلم بل كل إنسان يعيش على هذه الأرض، فالمشكلات العالمية التي تحيط بنا كثيرة من احتباس حراري، وتلوث بيئي وغيرها، وهذه التي ذكرناها كفيلة بقتل المئات بل العشرات بل الملايين من البشر، والإسلام عالج الكثير من هذه المشكلات ولكن الكثير لا يعلم كيف؟ ولا من أين الدليل؟».
و اضاف توفيق أن «القرآن الكريم يدعو الى المحافظة على الطبيعة والتمتع بجمالها ويحرم الافساد في الأرض بجميع صوره ومن مصاديق الفساد المنهي عنه الأعمال المضرة بالبيئة والثروة الحيوانية كاستئصال الغابات والأحراج واتلاف المزروعات(...) وتسميم المياه بما يؤدي الى القضاء على الثروة السمكية فيها، ومتى فعل الإنسان هذه الجريمة خالف مهمة أساسية في الحياة وأنه مستخلف في هذه الأرض، المسئولية عن حماية البيئة وحفظها واجب الجميع، يلحظ أن من مظاهر وصور الفساد أن يقوم الإنسان بعمل يؤدي إلى هلاك البشرية والأنعام»، وأردف «خليج توبلي ونفوق الأسماك ورمي المخلفات كلها تدخل في هذه الجريمة الشنيعة، ولعل من يرمي بهذه المخلفات لا يعلم بأنه عمل محرم يؤدي بهلاك الثروة السمكية ولو عرفنا خطورة هذا الفعل لما أقدم عليه أحد».
وأكد توفيق أن «ظاهرة تلويث الشواطئ ظاهرة سلبية، ففي كل عام يُلقي الناس ببلايين الأطنان من المخلفات الصلبة، والتي تسهم في قتل الكثير من الكائنات الحية، ولو أن كل إنسان التزم بالنظام الصحي لما وجدنا مثل هذه الظواهر السلبية(...) ولعلي أذكر أمرا يتوارد على ألسنة الناس وهي عبارة عن إشاعة - والله أعلم - بصحتها وهي أن بعض السفارات الأجنبية تحذر رعاياها من أكل السمك أو المأكولات البحرية في البحرين بسبب تلوث المياه»، سائلا: «هل وصل الحال إلى هذا السوء ونحن نيام؟! وكم من دولة ظهرت عندها هذه الظواهر ولما تساهلت تفاقمت المشكلة وكلفتهم الملايين من الدولارات؟، وما الكويت منا ببعيد وقد مرت بتجربة نفوق الأسماك، وفي الغرب تنزل أقصى العقوبات على مرتكبي هذه الجريمة، لأن المسألة تمس الحياة على كوكب الأرض لا على دولة بعينها»، معتبرا أن «هناك الكثير من الحلول التي طبقت في عدد من الدول منها التدوير الصناعي للمخلفات، وهو الاستفادة من المخلفات وإعادة تصنيعها، ولعلي أجتهد في هذه المسألة في قضية التدوير»، منوها إلى أن «أحد الحلول هو محاسبة من يقوم بهذه الأعمال والحديث ليس عن خليج توبلي وحده بل عن البحرين كجزيرة ومملكة».
العدد 1758 - الجمعة 29 يونيو 2007م الموافق 13 جمادى الآخرة 1428هـ
الله
الله اكبر لا اله الا الله محمد رسول الله