العدد 1757 - الخميس 28 يونيو 2007م الموافق 12 جمادى الآخرة 1428هـ

معاجز «الفيديو كليب»!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تلقت الصحف العربية بيانا صحافيا عاجلا قبل عدة أيام، مرفقا بعدة صور، من مكتب الفنانة اللبنانية المناضلة هيفاء وهبي! البيان يحيي فيه الجيش اللبناني، ويتحدّث عن ما حدث لها أثناء تصويرها «فيديو كليب» لأغنيتها الجديدة، التي ستمتع به الأمة العربية من المحيط إلى الخليج!

ولأن الفنانين والفنانات في آخر الزمان، لم يعد لديهم ما يقدّمونه للجمهور غير الإثارة والحركات الخليعة، وكل واحدة تقول «الزود عندي»، فإنهن يتنافسن على تقديم المبتكرات الجديدة، فأيهن تبز صاحبتها في مزيد من التعري والكشف عن المزيد من مساحات الجسد التي يسترها الحياء.

الفنانة المذكورة، وفي سبيل أن تقدم فيديو كليب أكثر ابتكارا وإبداعا، تفتقت جمجمتها عن فكرة جهنمية خطيرة، فبعد أن لم تعد مناظر المطاردة في السيارات تجذب المراهقين، فإنها فكرت في مطاردة من نوع آخر: أن يطاردها «حبيبها» من على متن طائرة «هليكوبتر»، وهي تسوق سيارتها في منطقة البقاع بلبنان!

ما حدث هو أنه أثناء تصوير مناظر المطاردة بين الحبيبين، في مطار رياق العسكري بالبقاع، وفيما تقترب «الهليكوبتر» من السيارة على علو منخفض، لكن الطيار لم يقدّر المسافة جيدا فارتطمت طائرته بالسيارة، وأصيبت المغنية في مؤخرة الرأس، وتطاير الزجاج الأمامي.

الأفظع أن الإصطدام أدى إلى ثقب خزان الوقود بالطائرة فاندلعت النيران فيها، وسال الكيروسين على المطربة وأعضاء طاقم العمل الفني الموجودين أثناء تصوير مشهد المطاردة البطولية!

الجيش اللبناني الذي كان مشغولا بمطاردة فلول «فتح الإسلام» والقضاء عليهم عن بكرة أبيهم، هبّت بعض عناصره لإنقاذ الفنانة وأعضاء فريقها، خصوصا أن اشتعال الطائرة أوشك أن يتسبب في كارثة وطنية حقيقية تصيب لبنان بالشلل الفني لأسابيع. بعدها نقلت إلى أحد المستشفيات، وهناك تم علاجها وتنظيف جرح رأسها من نثار الزجاج، وأخضعت للمراقبة لمدة 24 ساعة، وأخذت لها صورٌ شاملة بالأشعة للاطمئنان على سلامتها الجسدية من الكسور.

الطبيب الذي عالج الست هيفاء، لم يتأخر في طمأنة جماهيرها وعشاقها بأنها بخير، إذ أعلن أن الإصابة لم تتعد رضوضا بسيطة في الرأس والعنق، وبعض التشنج في العضلات! وذهب إلى القول إن «العناية الالهية وحدها هي التي أنقذتها نظرا لقوة الضربة التي تلقتها على مؤخرة رأسها»... وهي منطقة حساسة جدا، إذ يوجد تحتها شريان كبير لو جرح لكانت إصابتها في منتهى الخطورة كما قال.

أما الفنانة الناجية من الموت، فشكرت الله على نجاتها لإيمانها العميق بأن أعجوبة حقيقية هي التي خلصتها، ووعدت جمهورها بإكمال التصوير فور استعادتها عافيتها، فهي لا تصبر على فراق جمهورها الممتد من المحيط إلى الخليج، ولا الجمهور بقادر على الصبر على فراقها!

سياسيا... وجّهت الفنانة «تحية إكبار خاصة جدا للجيش قيادة وأفرادا، لسرعة التصرف ونقلها من مكان الحادث، خصوصا وأنه يعاني حاليا ظروفا صعبة للحفاظ على أمن واستقرار البلد»... وهو ما اعتبره المراقبون عملية «تسييس» لموضوع فني بحت لا يتجاوز عملية تصوير «فيديو كليب» جديد... نعوذ بالله وإياكم من التسييس!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1757 - الخميس 28 يونيو 2007م الموافق 12 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً