تحول مركز البحرين التجاري مساء أمس إلى كتلة ضوء أزرق بعد أن أضيء بالأنوار احتفالا باليوم العالمي للتوعية بمرض السكري، وليتحول بذلك إلى معلم من ضمن الـ 800 معلم معماري عالمي في 160 بلدا.
وكانت جمعية السكري البحرينية قد نظمت أمس (الجمعة) مهرجان «فلنتحد من أجل مكافحة السكري» على كورنيش الملك فيصل شارك فيه عدد من المسئولين في وزارة الصحة وعدد من المواطنين.
المنامة - فاطمة عبدالله
تحوّل مركز البحرين التجاري العالمي إلى نصب تذكاري أزرق بعد أن أضيء بالأنوار الزرقاء دعما لليوم العالمي للتوعية بمرض السكري لينضم المركز بذلك إلى 800 معلم معماري عالمي في 160 بلدا.
ونظمت جمعية السكري البحرينية بمناسبة هذا الحدث مهرجان «فلنتحد من أجل مكافحة السكري» بكورنيش الملك فيصل شارك فيه عدد من المسئولين في وزارة الصحة وبحضور عدد من المواطنين وذلك للتوعية بمرض السكري.
وأكد وزير الدولة لشئون الدفاع ورئيس جمعية السكري البحرينية الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة بهذه المناسبة أن مرض السكري في تزايد مستمر، وأشار إلى أن نسبة انتشار النوع الثاني من السكري في البحرين تصل إلى 27 في المئة من عدد السكان البالغين ما يجعله مشكلة وطنية.
وأوضح الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة أن النوع الأول من السكري ينمو بمعدل 3 في المئة سنويا لدى الأطفال والمراهقين إذ يقدر عدد الأطفال المصابين بالسكري تحت سن 15 عام بـ1000 طفل.
كما أشار إلى أن النوع الثاني من السكري لا يقتصر على البالغين فهذا النوع من السكري ينمو بشكل واضح ومتزايد بين الأطفال والمراهقين، مبينا أن هذه النسبة العالية لها انعكاساتها على جميع المستويات فهي تؤثر في الأفراد المصابين وعائلاتهم كما تنعكس تأثيراتها على المؤسسات لما تسببه من انقطاع على المدرسة والعمل وضعف الإنتاج.
وأضاف أن «مرض السكري يشكل خطرا على المستوى الحكومي بسبب تكاليف علاج مرض السكري ومضاعفاته وخصوصا على القلب والكلى والقدمين ولا شك أن هذه المضاعفات تنعكس سلبا على قدرة الإنسان على العطاء والإنتاج وتشكل عبئا على الخدمات الصحية من حيث التكلفة العالية».
كما تطرق الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة خلال كلمته إلى أسباب انتشار داء السكري وخصوصا النوع الثاني، منوها إلى أن السبب يعود إلى مشكلة السمنة وزيادة الوزن والتحول في نظم التغذية بما يسمى بالوجبات السريعة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية من الدهون المشبعة بالإضافة إلى قلة الحركة، مؤكدا أن من الضروري اتخاذ الإجراءات اللازمة والكافية لمكافحة السمنة وزيادة الوزن باتباع الأنماط الصحية الغذائية السليمة وممارسة الرياضة بانتظام.
وأوضح أن السبب في اختيار 14 نوفمبر/ تشرين الثاني ليكون اليوم العالمي للسكري يعود إلى ميلاد البروفيسور بانتج مكتشف الأنسولين الذي أنقذ ملايين الأطفال المصابين بالسكري من الموت، مضيفا أن «اختيار هذا اليوم كان نتيجة لإصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا لاعتماد هذا اليوم كيوم عالمي إذ صنفت الأمم المتحدة مرض السكري كأحد الأمراض المزمنة والمكلفة بسبب مضاعفاته الخطيرة والذي يُعرّض الأسر والدول والعالم كله لأخطار جسيمة ويشكل تهديدا للأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا بما في ذلك الأهداف الإنمائية للألفية».
وأضاف أن «صدور مثل هذا القرار كان إنجازا وخطوة مهمة للوقاية من السكري والحد من مضاعفاته لذا فإنه تم التركيز خلال هذا العام على شعار «فلنتحد من أجل مكافحة السكري»(...) لقد تم التركيز على مرض السكر لدى الأطفال والمراهقين إذ إنه مرض من الأمراض المزمنة المنتشرة في جميع أنحاء العالم إذ يصيب كل أفراد المجتمع من أطفال وشباب وشيوخ ورجال ونساء».
وذكر الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة أن الإحصائيات تشير إلى أن 250 مليون نسمة حول العالم يعيشون بمرض السكري ومن المتوقع أن يزداد العدد خلال 20 عام ليصل إلى 380 مليون نسمة.
وأكد أن جمعية السكري دأبت ومنذ نشأتها على تركيز أنشطتها وبرامجها على التوعية والتثقيف لكل أفراد المجتمع بهدف الوقاية من داء السكري والحد من مضاعفاته، مشيرا إلى أن على رغم أن الجمعية تقدم العديد من البرامج والأنشطة فإن الجمعية مازالت تسعى إلى تحقيق المزيد من الإنجازات وعلى رأسها مشروع إنشاء مركز التأهيل والوقاية من السكري الذي بإمكانه أن ينقل الجمعية نقلة نوعية كبيرة في التوعية والمساهمة الفعلية في تثقيف المرضى وذويهم للسيطرة على السكري.
من جانبه قال وزير الصحة فيصل الحمر: «إن الأمراض غير المعدية وفي مقدمتها داء السكري هي من الأمراض التي لا يستهان بها وتبلغ حالات الوفاة والعجز التي يمكن أن تعزى إلى مجموعة الأمراض غير المعدية حوالي 60 في المئة من مجموع الوفيات و47 في المئة من عبء المرض العالمي ومن المتوقع ارتفاع المعدلين إلى 76 و60 في المئة على التوالي بحلول العام 2020.
وذكر الحمر أن داء السكري من الأمراض المزمنة ذات الانتشار الواسع على مستوى العالم، مؤكدا أن هذه النسبة تزداد في لدول التي مرت بقفزة حضارية كدول مجلس التعاون والمجتمع الخليجي إذ إن نسبة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني واعتلالات استقلاب السكري في البحرين بحسب نتائج المسح الوطني في العام 2007 بلغت 14.3 في المئة هذا إلى جانب ارتفاع نسبة عوامل المضاعفات المتمثلة في انتشار الضغط إذ بلغت نسبة المصابين 36.8 في المئة أما المصابين بالدهون فبلغت 40.6 في المئة.
وأوضح الحمر أن الصحة تتابع هذه الإحصائيات بمزيد من القلق وذلك لاعتبار هذا المرض ظاهرة خطرة تواجهها وزارة الصحة، مشيرا إلى أن بدانة الأطفال من أهم العوامل ذات العلاقة الوطيدة بهذا المرض والدراسات في البحرين تشير إلى أن مؤشر السمنة في الأطفال دون سن 18 عام ارتفعت بين طلاب وطالبات المدارس إذ بلغت نسبتها بين الذكور 21 في المئة وفي الإناث بلغت 26 في المئة.
وعن جهود وزارة الصحة لتخفيف نسبة الإصابة بالمرض لفت الحمر إلى أن وزارة الصحة وضعت خطة وطيدة لمكافحة هذا المرض للأعوام الـ10 المقبلة والمنبثقة من الخطة الخليجية الموحدة لمكافحة المرض، مبينا بأنه تم تشكيل لجنة وطنية لمتابعة تنفيذ هذه الخطة كما تم افتتاح عيادات السكري في جميع المراكز الصحية، مردفا بأنه سيتم استكمال طاقم التمريض للمراكز الصحية في مطلع العام 2009 هذا إلى جانب استحداث قائمة الأدوية المعالجة للأمراض المزمنة.
العدد 2262 - الجمعة 14 نوفمبر 2008م الموافق 15 ذي القعدة 1429هـ