إن ما يجري في نادي سترة يعد من الأمور الغريبة فعلا، فهذا النادي يبدو أنه حكم عليه بعدم الاستقرار، وتعدد الأحزاب التي من شأنها أن تزعزع كيانه إلى الأبد.
وللأسف، فإن آمال وتطلعات نحو 60 ألف نسمة يتلاعب بها حفنة من الناس لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصية، إذ إنهم مستعدون لفعل أي شيء من أجل تحقيقها، حتى وإن كلف ذلك خسائر مادية للنادي وتراجع مستوى فرقه الرياضية عن المنافسة.
وعلى رغم عدم معرفتي الشخصية بالمرشح لرئاسة النادي مكي حسن العكراوي، فإن ما ذكره في تصريحه الأخير في إحدى الصحف الزميلة جدير بالاهتمام فعلا، وهو وصف واقعي جدا لما يحدث في النادي، إذ إن هناك قنوات رسمية تؤدي إلى الدخول في عضوية ورئاسة مجلس إدارة النادي، وهذه القنوات وضعتها المؤسسة العامة للشباب والرياضة وعممتها على جميع الأندية، فدخول أي شخص إلى رئاسة أو مجلس إدارة أي ناد يجب أن يتم عن طريق الانتخابات، وبغير ذلك يجب أن تكون هناك أسباب مقنعة كي تجعل المؤسسة العامة تقوم بتعيين المجلس، وهذا هو الوضع الطبيعي المتبع كما وضعته المؤسسة.
أما ما يحدث في نادي سترة فهو بالتأكيد يدل على أن هناك أياد خفية لا تريد مصلحة النادي أبدا، وهذه الأيادي مازالت تعيش في زمن غابر ذهب من غير رجعة، إذ إنها مازالت تعيش في زمن الأحزاب والانقسامات التي ساهمت كثيرا في تأخر نادي سترة عن الركب الرياضي على رغم وفرة الرياضيين الموهوبين في مختلف الألعاب، إذ كانت لهم صولات وجولات مع أندية أخرى، وكان نادي سترة هو الأولى بهم لولا الضغوط التي تمارسها تلك الأيادي على اللاعبين الذين لا ينتمون إليهم.
الانتخابات الستراوية تحيطها العشرات من علامات الاستفهام والتساؤلات، وهناك أشخاص متورطون يعملون في الخفاء يفضلون الطرق الملتوية للوصول إلى مقاعد مجلس الإدارة، إذ إن عدم اكتمال النصاب خلال فترات الترشيح الثلاث لم يكن بسبب الديون التي يعاني منها النادي كما يظن البعض، وإنما بسبب وسوسة أولئك الأشخاص وتحريض المرشحين على سحب ترشيحهم، وكان الهدف هو الوصول إلى التعيين حتى يتمكنوا من إدخال حلفائهم ليضمنوا الحصول على مقاعد في مجلس الإدارة حتى يستمروا ويتمادوا في غطرستهم وسيطرتهم على النادي والسير على الخطى نفسها.
بصراحة تامة، يجب على هؤلاء «المخربين» أن يخرجوا من الباب الواسع من هذا النادي؛ لأنه لا يوجد مكان لأحقادهم ونواياهم الخبيثة بين أسواره، ومن الأولى أن يقفلوا الباب على أنفسهم فهذا الزمن ليس بزمنهم، إن هذا الجيل الشاب والمتعلم ينظر إلى المستقبل بفكر منفتح وعقلية نظيفة مختلفة عن العقلية المتحجرة «الجاهلية» التي مازالت تعشعش في رؤوس أولئك المتخلفين، فالنادي لجميع الستراوية، ومن أراد أن يدخل إليه فليدخل من الباب كما أمر الإسلام، وليس من النوافذ وتسلق الجدران!
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 1756 - الأربعاء 27 يونيو 2007م الموافق 11 جمادى الآخرة 1428هـ