العدد 1756 - الأربعاء 27 يونيو 2007م الموافق 11 جمادى الآخرة 1428هـ

تلويث خليج توبلي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في 21 مارس/ آذار الماضي أعلن الأمين العام لمجلس التعاون عبدالرحمن بن حمد العطية عن حصول الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على جائزة وكالة حماية البيئة الأميركية للعام 2007 بشأن حماية طبقة الأوزون وذلك تقديرا للجهد المتميز الذي قامت به مع دول مجلس التعاون فى مجال الامتثال لبروتوكول مونتريال بشأن التخلص من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون. واعتبر العطية أن هذا التكريم يعكس المكانة المرموقة التي اكتسبتها الأمانة العامة لمجلس التعاون على الساحة الدولية وخصوصا في مجال حماية البيئة ويشكل اعترافا عالميا بأهمية الدور الذي تقوم به من جهود لتعزيز العمل البيئي المشترك بين دول المجلس.

أما الإدارة العامة لحماية البيئة والحياة الفطرية فقد أعلنت في نهاية العام الماضي خططها للفترة ما بين 2007 و2010 والتي تضمنت أربعة عشر برنامجا تغطي الأوجه كافة المتعلقة بحماية البيئة والحياة الفطرية البحرينية، ترتكز على ثلاثة مبادئ أساسية، أولها: مبدأ الوقاية من خلال التصدي لجميع العوامل التي تؤثر سلبا على البيئة والحياة الفطرية من مصادرها المختلفة ومحاولة تجنب الأضرار الناجمة عنها، وثانيها: مبدأ المشاركة عبر دعوة جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية للمشاركة فى أنشطة حماية البيئة والقيام بأنشطة تخدم أهداف حماية البيئة والحياة الفطرية وتنوعها، وثالثها: مبدأ التعاون من خلال تنسيق الجهود مع كل الجهات المعنية بحماية البيئة والحياة الفطرية والمحافظة على مواطنها الطبيعية فى داخل البحرين وخارجها والعمل على تنظيم برامج وأنشطة مشتركة تحقق حماية التراث الفطري للبلاد.

الغريب في كل ما ذكر أعلاه أن كل شيء على الورق جميل جدا، فمجلس التعاون يحصل على جائزة بيئية والإدارة العامة للبيئة والحياة الفطرية تهدف «إلى التعرف على كل الآثار السلبية التي قد تقع على البيئة والحياة الفطرية بسبب تنفيذ المشروعات التنموية عموما سواء أكانت صناعية أم غير صناعية»، وترصد وتراقب الأوساط البيئية المختلفة من ماء وهواء وتربة لكي تتعرف على التغيرات «التي قد تطرأ عليها بسبب الأنشطة المختلفة التي تقام فى المملكة، إضافة إلى مراقبة الملوثات التي تنبعث من المصادر المختلفة من خلال توفير جميع الأجهزة والمعدات الحديثة المستخدمة في قياس تركيز الملوثات».

والآن نحن أمام تلوث «خليج توبلي» الذي لا يحتاج إلى أجهزة قياس، وكل ما يحتاج إليه الأمر أن يذهب إنسان ليرى بأم عينيه ويشم كل ما ينبعث من روائح، ويصور كميات السمك التي تسممت ورميت على الساحل لكي يعرف أننا أبعد ما نكون عن الجانب النظري الذي يعلن في الصحف بشأن الإنجازات في المجال البيئي، وأبعد ما نكون من إنجاز الخطط الجميلة المتفق عليها رسميا. خليج توبلي يتلوث، وقريبا ستكون بين أيدينا كارثة بيئية تزكم أنوفنا من بعيد.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1756 - الأربعاء 27 يونيو 2007م الموافق 11 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً