تنطق الألحان الموسيقية بمعانٍ خاصة مختلطة، بالطاقة والقوة والحماس والتفاؤل. جميعها مشاعر مكبوتة سُمِحت لها الفرصة من خلال حفل مهرجان الموسيقى الذي أقامه المركز الثقافي الفرنسي للخروج عبر آلات الشباب وفرقهم التي شاركت في الحفل في ذكرى العيد الذي يقام في 21 يونيو/ حزيران من كل عام.
ويتزامن هذا العيد مع حلول أول يوم من فصل الصيف في فرنسا، وقد أطلق هذا الحفل منذ 24 سنة في العام 1982، وهو يقام في البحرين للسنة الخامسة على التوالي.
مديرة الشئون الثقافية والفنون في المركز الثقافي الفرنسي والمسئولة المباشرة عن تنظيم هذه الفعالية نسيمة شبل، وجدت فيها «الفرصة للعازفين الشباب كي يعبروا عن الفن الذي بداخلهم، والمهرجان يتيح مكانا للتعبير عن النفس»، وعلّقت مضيفة «في فرنسا وفي يوم المهرجان، تطوف الفرق الموسيقية الشوارع وكل مكان، حتى إن كان الجو ماطرا أو الظروف الجوية غير مناسبة، إلا أن الناس تخرج لتحتفل بهذا العيد».
وعلى رغم أن بداية هذا العيد كانت في فرنسا، فإنه انتشر في أكثر من 100 دولة حول العالم وفي التاريخ نفسه، وأصبح راسخا ومتجذرا في التقاليد الفرنسية، وهو يستند إلى مبدأ بسيط أن يكون بإمكان الجميع التعبير بالموسيقى أمام الجمهور، مهما كانت نوعية الموسيقى.
شبل وضّحت أن أعداد المشاركين في هذه الفعالية يزيد كل عام، «فهناك أناس كثر يطلبون الفرصة كي يجربوا أنفسهم في هذا المجال، والهدف من إقامة هذه الفعالية هو تشجيع ومساعدة الفنانين، وتوسيع الأفق الموسيقي لأكبر عدد من الناس».
كما علقت على المشاركات البحرينية بأنها كثيفة، وأن لدى الشباب المواهب، وأعدادهم تزيد بشكل متواصل حتى إن عددا من الفتيات قدمن فِقرات خلال هذا الحفل.
«في العام الماضي شارك 70 عازفا في المهرجان، وتراجع العدد لهذا العام هو مجرد نتيجة للتوقيت الذي لم يسمح للمشاركين بالتسجيل» كذا تقول شبل، التي أكدت أن تأثير المشاركة في مثل هذه الفعاليات كبير وإيجابي، ويدعم المواهب البحرينية، إذ أكدت أن عيد الموسيقى له مستقبل كبير في البحرين، ومن الواجب دعمه كي يعطي صورة جيدة عن البحرين.
الفنان البحريني الشاب نادر الذي شارك في هذه التجربة منذ سنتها الأولى، وجدها تجربة ناجحة جدا على حد قوله، ولا توجد أية تجارب مشابهة تتيح للشباب البحريني استعراض مواهبه أمام الجماهير وتقديمها.
«لم أكن أعرف حجم المواهب التي لدى الشباب البحريني، فنحن نمتلك فرقا موسيقية ولدينا مواهب عالية، وهذا هو المكان الوحيد الذي يمكننا العزف فيه أمام الجماهير».
يراهم الناس، ويعجبون بأدائهم، والحضور لا بأس به، إلا أن نادر يجد أن الإعلام غير كافٍ للفعالية، وهو ما وجد حله في «التعاون بين إدارة الثقافة في وزارة الإعلام مع المركز، وذلك على اعتبار أن الفنانين المشاركين بحرينيون وهي تجربة جيدة ولا توجد تجربة أخرى مشابهة لها، والتدريب يعطي الفنان الثقة بالنفس، وخصوصا حينما يبدأ في مكان مساحته ملائمة مثل صالة اليانس فرانسيس».
وقدم الفنانون لهذه السنة عرض الموسيقى الكلاسيكية، والفلامنغو، ولاتيني جاز، والموسيقى بآلتي العود والغيتار، وموسيقى تقليدية، وموسيقى عالمية.
العدد 1756 - الأربعاء 27 يونيو 2007م الموافق 11 جمادى الآخرة 1428هـ