«الأرقام القياسية التي حققها العرب، والمسجلة في موسوعة غينيس لم تتجاوز أطباق (المجبوس) والكعك والسندويشات العملاقة، أما في مجال الثقافة فلم يكن لهم أي حضور، ولم يسجل العرب أي رقم في أي من مجالاتها». على رغم كل ما تحمله هذه العبارة من سخرية مرة على واقع العرب، فإنها كانت دافعا ومحركا نفسيا ومعنويا كبيرا لمجموعة الشباب المشكلة لفريق التحدّي، وهو الفريق الذي يحاول كسر الرقم القياسي العالمي في القراءة الجهرية المتواصلة.
الفريق المكون من ستة شبان، والذي بدأ عند الساعة العاشرة والربع من صباح يوم الأحد 24 يونيو، ولايزال حتى وقت طباعة صحيفة اليوم يواصل قراءته في مجموعة من الكتب المختارة عن موضوعات تختص بالمرأة والطفل والشباب، يحاولون سويا أن يكسروا الرقم القياسي العالمي الذي حقق في مدينة نيويورك بتحقيق قراءة متواصلة لمدة 140 ساعة.
وتم الافتتاح في ذلك اليوم بحضور محافظ محافظة العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة راعي المحاولة، إذ كانت أولى المفاجآت التي قدّمها الفريق خلال حفل الافتتاح أن استبدلوا قراءة بعض آيات القرآن الكريم - وهو ما يهدف منه إلى التبرك - إلى قراءة القرآن كاملا، والذي ختم في أقل من 24 ساعة.
عضو الفريق طه حسين، «عندما يريد العرب كسر الأرقام القياسية العالمية يصنعون الكبسة والكعكات العملاقة، وهذا ما خلف صورة بأن العرب لا يقرأون، وظلت الأرقام القياسية العالمية لدى دول أوروبية وأميركية، فأردنا أن نغيّر هذه الصورة وننقل عن العرب صورة أفضل، ونضع مكان اسم أميركا اسم البحرين، البلد العربي المسلم في واجهة الدول العالمية».
وبخصوص الإجراءات التي مر بها الفريق للبدء في العمل على المشروع، استعرض عضو الفريق فاضل حبيب - وهو عضو مجلس إدارة جمعية البحرين الاجتماعية الثقافية التي يقضي فيها المتسابقون أيام محاولتهم - إجراءات البدء في المحاولة، إذ بدأت «بمراسلة عضو الفريق نادر بردستاني لمكتب موسوعة غينيس في بريطانيا، وتمت الموافقة عليه، وأخذت إجراءاتنا تسير بشكل منتظم بعد أن وافق محافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة على رعاية المحاولة، وكان أكثر شخص تقبّل الفكرة واتصل مباشرة بعد نشر الخبر، وبدأنا بعد ذلك بالحصول على التمويل من بعض الجهات والشركات الخاصة».
لا يسمح بالتوقف لأكثر من ثلاثين ثانية، حتى بين استبدال عضو بعضو، والذي يتم كل ساعة، أو حتى للنفس أو لشرب الماء، وفي حال الانتقال تكون هناك كلمة ثانية تصور عملية الانتقال من شخص إلى آخر، كما أن الفعالية بكاملها تبث عبر شبكة الإنترنت في موقع www.bahrainlongestreading.com.
«تخضع العملية لرقابة صحية مستمرة من أحد الأطباء كأحد الشروط الأساسية في الاشتراك للمحاولة، وقد تعاونت وزيرة الصحة ندى حفاظ بتوفير قائمة بأسماء الأطباء الذين سيشرفون على هذه العملية، إلى جانب مشاركة جمعية التمريض، وتعاون رئيستها رولا الصفار بتوفير طاقم تمريض منتظم الحضور طوال الوقت» كما يقول حبيب، الذي أكد أن كل الاحتياطات الطبية واحتياطات انقطاع الكهرباء متوافرة، إلا أن الخوف هو من الأخبار الخارجية السيئة، إذ من الممنوع عليهم الخروج من مقر الجمعية التي يحاولون فيها.
أما العضو صادق حسين الذي أنهى للتو قراءته، فذكر أن الصعوبات والمخاوف تتلخص في الخوف من غياب الصوت أثناء القراءة، فيكون حرصه على الحفاظ على مستوى صوته كي لا تحسب كنقطة سلبية عليه.
العدد 1756 - الأربعاء 27 يونيو 2007م الموافق 11 جمادى الآخرة 1428هـ