لا أجد تعنت مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم برفض مشاركة لاعبيه المنتخب الأولمبي مع فرق شركاتهم مبررا مع الضجة الكبيرة التي أحدثها ذلك القرار المشئوم، وخصوصا بعدما عرف الاتحاد ولاسيما رئيسه الشيخ سلمان بن إبراهيم بالضرر الكبير الذي سيلحقه قرار المنع.
هل سأل الاتحاد نفسه الأسئلة الآتية، هل يجب على اللاعبين تطبيق قراره لو تطلب الأمر فصلهم من الوظيفة كما يقول المسئولون عن الشركات المعنية، أو تطلب ذلك الإقصاء من تشكيلة المنتخب الأولمبي الذي تنتظره مشاركة مهمة في التصفيات النهائية لاولمبياد بكين 2008، هل لو كان أحد اللاعبين يقرب لأحد الأعضاء الذين اجتمعوا للموافقة على القرار لكن المنع هو الأقرب من الترك، الجواب بالتأكيد لم يضعه أعضاء الاتحاد حين اتخذوا هذا القرار غير الصائب والذي يدل على تعصب واضح في اتخاذ قرارات لا تخدم مصلحة اللاعب في الدرجة الأولى وبالتالي انتقال هذه المصلحة في مصلحة الوطن ؛لأن اللاعب عند يرتاح نفسيا فإن مساعدته لبلده ستكون أكثر راحة، لكن في الوضع الحالي نجد أن البلد لا يريد مساعدة أبنائه الذي طال بحثهم عن العمل للحفاظ على مستقبلهم، وإذا بقرار متعصب يأتي لينسف كل الأحلام الوردية التي عاشها اللاعب عبر سنوات البحث الطويل عن فرصة العمل الحلال، وهو المعروف في بلدنا الحبيب.
نحن لا نريد مناقشة القرار من ناحية صوابيته أو خطأه، وخصوصا أننا نقف مع الاختيار الأول الذي يوجب بالتالي أن تكون جميع الشركات والمؤسسات على هذه الأرض في خدمة الوطن، ولكن الوضع الحالي يتطلب منا كل احترافية وتعامل مع الوضع لا أن يكون تعاملنا مع لاعبينا وهم بمثابة الأبناء لدينا بتعصب وعنجهية واضحة.
وفي هذا الوقت يعجبني التصرف الواضح والصريح من رئيس اتحاد كرة اليد عبدالرحمن بوعلي الذي أكد منذ أيام في تصريح لـ «الوسط» بأنه سعى بكل قوة وعلى أعلى المستويات وفي وزارة حكومية أن يمنح لاعب المنتخب الوطني للناشئين لكرة اليد الفرصة للمشاركة مع المنتخب في معسكره الاستعدادي لبطولة كأس العالم المقررة في البحرين، لكنه عندما رأى ممانعة جهة العمل وعدم قدرتها على ترك اللاعب الأمر الذي سيعرضه بصريح العبارة إلى فقد عمله الجديد، قررعدم التعصب وتغليب مصلحة اللاعب ؛لأنها مصلحة الوطن على مشاركته مع المنتخب.
هذا كان مع جهة حكومية وهي وزارة الدفاع ولم يستطع فيها رئيس اتحاد أن يجلب لاعبه لمشاركة مع المنتخب، فكيف بنا نقوم أولا بإجبار شركات وخصوصا بعدم إشراك لاعبيها الذي جلبتهم ليلعبوا لديها ومن ثم يعملوا تحت وصايتها.
أجد أن الصواب هو أن يقتنع اتحاد الكرة بسلبية قراره الأخير والذي يواجه الفشل ويحدث الضجة تلو الأخرى، ونحن هنا عندما نكتب عن هذه المشكلة ليس لمصلحة اللاعب على الوطن، وإنما مطالبين بتنفيذ شعار الوطن وهو الحفاظ على مصلحة مواطنيه والسعي نحو خدمتهم ورقيهم، وهو ما لا يحدث في قرار الاتحاد السابق.
بطولة عالم اليد!
تستضيف المملكة نهاية الشهر المقبل بطولة كرة اليد على مستوى العالم، ولهذا فإن الاتحاد مطالب والمؤسسة العامة للشباب والرياضة أيضا بالعمل منذ الآن لتوضيح الخطوط العريضة لهذه الاستضافة التي يجب أن تكون على قدر المسئولية، ليست فقط على المستوى التنظيمي وإنما حتى على مستوى المنتخب الوطني المشاركة، وكأن المنتخب لا يحظى بأية مساندة من قبل المؤسسات الحكومية لا من خلال إعطاء الإجازات للاعبين أو تقديم الامتحانات لبعض الطلبة وبالتالي توفير كل مستلزمات الراحة لهذا المنتخب الذي يجب عليه أن يعادل انجاز منتخب الأشبال الذي حقق ذهبية أولمبياد الصغار في أيسلندا وهو إنجاز يكتب للبحرين وبالتالي فإن أي إنجاز يحققه منتخبنا للناشئين سيكتب باسم الوطن وعلينا خدمة الوطن بكل قوة.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1755 - الثلثاء 26 يونيو 2007م الموافق 10 جمادى الآخرة 1428هـ