تزامن مع حصول المطرب عمرو دياب على جائزة الميوزيك أوورد للمرة الثالثة انطلاق الكثير من الشائعات على الساحة الغنائية العربية أثارت الكثير من ردود الأفعال بين مشكك في قيمتها الأدبية واستحالة استمرارها، بعدما تردد عن حصول منظميها على مقابل مادي نظير إعطائها وبين رافض لكل ما تردد حول التشكيك فيها وعدم استمرارها.
ويرى الكثير من المهتمين بالموسيقى والغناء أن الجائزة تمنح على أساس أكبر نسبة مبيعات في سوق الكاسيت، مشددين على ضرورة سؤال المنظمين لها عن كيفية تحديد الفائز في ظل الكساد في سوق الكاسيت وانتشار قراصنة الإنترنت وشرائط الـ C.D المزيفة التي تباع على الأرصفة، فضلا عن تهرب شركات الإنتاج من الضرائب وعدم إعلانها عن الأرقام الحقيقية لمبيعاتها. ويؤكد القليل منهم اعتقاده بأن القائمين على الجائزة لا يمكن أن يجاملوا أي مطرب ويسيئوا إلى أنفسهم بقبول رشاوى، ويتصورون أن لديهم آلية لفهم السوق المصرية ومن يحقق أعلى مبيعات في ظل انتشار حزب حقوق الملكية الفكرية، مؤكدين على استمرار الجائزة رغم التطور التكنولوجي الذي سهل القرصنة لوجوده في أوروبا والعالم قبلنا بكثير.
يقول الملحن حلمي بكر «إن شعار المرحلة الحالية هو بالمال تستطيع شراء كل شيء مثلما اشترى العرب أشياء كثيرة في أوروبا»، فالمال يحرك المياه الراكدة مع أنه لا يريد إفساد فرحة عمرو دياب بالجائزة إلا أنها بالفعل تحيطها الشبهات، وأنه يعرف تفاصيلها كلها ويسأل في هذا محسن جابر. ويؤكد أن هناك مطربين يحترمهم رفضوها مثل حسين الجسمي العام الماضي، حيث فقدت هذه الجائزة قيمتها بعد أن أصبحت مشتراة، وإذا كان الحكم على المبيعات فمن الممكن أن تجد بعرور يفوز بها، وإذا كانت شركات الكاسيت لا تستفيد من بيع الألبومات بعد انتشار القرصنة وأن الأساس عندهم أصبح SMS فما الآلية لحصول المطرب عليها؟ ويضيف: «مع هذا ستستمر الجائزة لسبب بسيط هو أنه يعرف من اشتراها في العام 2011 المقبل».
مجتمع شكاك
ينفي الناقد أشرف عبدالمنعم فكرة بيع الجائزة قائلا: «إنه ليس مقتنعا بفكرة شراء الجائزة، وإن مجرد طرح مثل هذه الفكرة يدل على أننا مجتمع شكاك لأقصى درجة، وكل من يحقق نجاحا تخرج شائعات ضده، فالميوزيك أوورد تمنح على مبيعات الكاسيت وكل هذه المبيعات لا تحددها آلية في مصر والعالم العربي لأن معظم الشركات تتهرب من الضرائب وبالتالي أتساءل على أي أساس يحددون نسب بيع الألبومات لدينا؟».
ويضيف عبدالمنعم أنه يتصور أن المسئولين عن الجائزة لديهم آلية لفهم السوق المصرية ومن يحقق أعلى المبيعات في ظل انتشار القرصنة وتزييف الشرائط، وعلى الجانب الآخر لا يعتقد أن القائمين عليها سيجاملون عمرو دياب مثلا ويسيئون لأنفسهم ولقيمة الجائزة بقبول رشاوى.
ويطالب عبدالمنعم بضرورة سؤال المسئولين عن الجائزة وعن كيفية تحديد الفائز كما أنه لا يعتقد أن عمرو دياب سيكون آخر من يحصل عليها، فرغم التطور التكنولوجي الذي سهل القرصنة إلا أن الجائزة مستمرة فهذا التطور موجود في أوروبا والعالم قبلنا. ليست جائزة ويرى الناقد طارق الشناوي أن الجائزة دائما ما تثار حولها الأقاويل، فعندما حصل عليها عمرو للمرة الأولي منذ 12 عاما كان مجدي العمروسي رئيس اتحاد منتجي الكاسيت ومحسن جابر نائبه وكتب ساعتها أن عمرو دياب حصل على أعلى نسبة مبيعات مع أن محمد فؤاد كان أعلى منه وعندما حدث خلاف بين العمروسي وعمرو أفصح العمروسي عن الحقيقة.
ويضيف الشناوي: كما أن ما حدث العام الماضي مع المطرب حسين الجسمي زاد من هذا عندما اتصلوا به لإبلاغه بحصوله على الجائزة وأرادوا أن يحصلوا منه على مقابل مادي فرفض، وذهبت الجائزة لأليسا. ويؤكد أنه لا يجب أن نقول عنها جائزة لأنها تدل على رقم لا يمت للإبداع بشيء وإن كان الرقم جزءا من الإبداع فهناك أشياء أهم من الأرقام بدليل أن حمدي بتشان مطرب «الاساتوك» العام 1989 وزع خمسة أضعاف أغنية «من غير ليه» لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
ويضيف الشناوي أن عمرو لن يكون الأخير الذي يحصل عليها ولكنها ستفقد قيمتها الأدبية لأنها ترتبط بمشروع تجاري به فائدة للمنظمين والمطرب الفائز على حد سواء فالمنظم يحصل على أموال والمطرب يعتبرها نوعا من الدعاية.
ويرى الموسيقار الموجي الصغير أن الجائزة ستستمر، ومن المتوقع أن يحصل عليها عمرو دياب نفسه الأعوام المقبلة لأنه مطرب متطور يواكب العصر ويعرف متطلبات جمهوره. وينفي الموجي صحة ما يتردد من أن المبيعات تتأثر وأن الجائزة تقوم على ألبومات الكاسيت لأن هذه القرصنة موجودة في العالم كله وقبلنا بفترة كبيرة وعلى الرغم من ذلك لم تتأثر المبيعات ولا التوزيع.
ويتساءل الملحن هاني مهني لماذا يكون عمرو دياب آخر من يحصل عليها؟ فالجائزة مستمرة رغم ما يحيط بها من شكوك ويستطيع الحكم على الجائزة، فالشركة الراعية ليست جمعية فنية متخصصة، كما أن هناك مطربين حصلوا عليها دون توزيع، كما أن عمرو مبيعاته جيدة، ولكن كيف يكون معيار الجائزة هو المبيعات في ظل كساد السوق وانتشار التحميل من على الإنترنت فضلا عما يحدث من تزييف.
يذكر أن الفنانة اللبنانية نانسي عجرم هي الفائزة بلقب «الميوزيك أوورد» للعام 2008.
العدد 2262 - الجمعة 14 نوفمبر 2008م الموافق 15 ذي القعدة 1429هـ