نفوق كميات كبيرة من الأسماك خلال الأيام الماضية، أمر لا يبشر بخير، خصوصا في أوساط الصيادين الذين يعتمدون بشكل مباشر على هذه الحرفة لتوفير قوت يومهم.
إذا كانت محطة توبلي للصرف الصحي هي السبب، فمن الواجب أن يخرج المسئولون عنها في وزارة الأشغال والإسكان للاعتراف بهذه الحقيقة علنا، وأن يقترحوا حلولا لتفادي هذه الأزمة التي لا تطال فقط الصيادين بل كل بيت في هذا البلد سواء أكان صاحبه غنيا أم فقيرا.
للأسف أن بعض الجهات المعنية الرسمية تكون حاضرة في كل ما هو إيجابي ويساهم في رضا الناس، بينما تتوارى خلف الستار عندما تقع مشكلة تمس المواطنين، وليس أدل على ذلك مشكلة انقطاع المياه المعالجة عن المزارع لأيام حتى خسر المزارعون الكثير من محاصيلهم، فلم نرَ سوى إدارة الهندسة الزراعية تجول بين مناطق وقرى المملكة للتخفيف من وطأة المشكلة، بينما الجهة الرئيسية في كل هذه الحكاية كانت غائبة.
الاعتراف ليس عيبا أو فعلا يستحق الإدانة، بل السكوت الذي يخلف إحباطا وتململا في النفوس، فيدفع بالناس أحيانا إلى التصرف بشكل غير مقبول لإحساسهم بأن مشكلتهم لا تجد اهتماما، والحديث عن مشكلة نفوق الأسماك الآن من دون التفكير في حل لن يجدي نفعا، فكل يوم يمر والمياه المعالجة تصب في خليج توبلي معناه تفاقم الوضع وتأزمه.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1754 - الإثنين 25 يونيو 2007م الموافق 09 جمادى الآخرة 1428هـ