باءت جهود الجامعة العربية لإحلال المصالحة بين الأطراف اللبنانية بالفشل، ليخرج الأمين العام عمرو موسى من بيروت بخفّي حنين ويجرّ خلفه أذيال اليأس والأسف.
والقضية اللبنانية مثلها كمثل سائر القضايا العربية، تبوء مساعي الحلحلة فيها دائما بالفشل، ومن الواضح أن هذه الإخفاقات بدأت تلقي بظلالها على موسى الذي بات مستاء من تواصل هذا الوضع. إذ إنه فقد أعصابه مما يجري في غزة، بعد تجاهل محاولاته المستمرة لوضع حد لهذه المهزلة.
وفي وقت ليس ببعيد، تكبد الأمين العام للجامعة العربية عناء قمة شرم الشيخ التي تناولت ملف العراق من كل الجوانب وبمشاركة دولية، وذلك بغية إيجاد منفذ لخروج قوات الاحتلال الأميركية من العراق وذلك في الطريق إلى محاولة فرض الاستقرار في أرض الرافدين. وكالعادة لم تفضِ هذه القمة عن شيء سوى الصداع الذي سببته إلى موسى.
ومع استمرار الإخفاقات وتكررها، وعودة الأمين العام للجامعة دائما خاوي الوفاض، بدأ موسى يدخل في مرحلة اليأس، ومن المرجح أن تتطور هذه المرحلة، مع تردي وضع الأمة العربية، إلى حال من الاكتئاب يصيبه خلال العامين المقبلين، وفي حال استمر في منصبه أكثر من ذلك ولم يصبه «الجنون» خلافا للتوقعات فإنه «سينتحر».
هذه حال كل من يسعى إلى السلام في الشرق الأوسط (كما سمّاه الغرب)، فالسلام تحوّل من صفة يدعو إليها الدين ويسعى إليها الحكماء، إلى فعل محرّم تنبذه كل فئات المجتمع، لأنه يوقف المبرر الضروري لاستمرار الحياة.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1752 - السبت 23 يونيو 2007م الموافق 07 جمادى الآخرة 1428هـ