جاء قرار اتحاد الكرة بإقالة مدرب المنتخب الأولمبي كريسو وتعيين ايفان بديلا محاطا بالغموض، وخصوصا بعد نجاح كريسو في قيادة المنتخب إلى الدوري النهائي من التصفيات الآسيوية لأولمبياد بكين 2008.

هذا القرار الذي يأتي قبل شهر ونصف من انطلاقة التصفيات النهائية يكشف حقيقة أن اتحاد الكرة لم تكن لديه القناعة بقدرات المدرب كريسو، وأن الاتحاد لم يكن مهتما بالدرجة الكافية بالمنتخب الأولمبي في المرحلة السابقة، وهي مسألة أقر بها عدد من مسئولي الاتحاد من خلال متابعتنا لأمور هذا المنتخب، وأن مهمة المدرب كريسو بدت أشبه بـ «تسيير عمل» في تلك الفترة.

والمشكلة أن اتحاد الكرة وجد نفسه امام مهمة لم يضعها في حساباته بتأهل المنتخب الأولمبي إلى التصفيات النهائية، وهي ما جعلته يحاول يمينا وشمالا اتخاذ خطوات من بينها تغيير الجانب الفني، وكذلك قرار منع اللاعبين من المشاركة في دوري الشركات الذي مازال يثير جدلا وهاجسا بشأن مستقبل هؤلاء اللاعبين.

وما يتردد من أن قرار تغيير مدرب المنتخب الأولمبي يرجع إلى المدير الفني للمنتخب الأول ماتشالا، الذي أبدى رغبته في الإشراف على المنتخبين وعلى المدرب ايفان ومساعده مرجان عيد. ولكن إلى أي مدى هناك قناعة بتعيين ايفان مدربا، وهو الذي وصل إلى البحرين للمرة الأولى أمس الاول وسيطير اليوم مع المنتخب الأول إلى معسكر ماليزيا؟

ايفان سيتسلم منتخبا ولاعبين لا يعرف عنهم شيئا، ووسط تصفيات طاحنة لا تعترف بالظروف، وقد يكون سلاحه هنا مساعده مرجان عيد، ولا ندري كيف ستكون الصورة وخصوصا في الفترة التي سيعمل خلالها ايفان ابتداء من 14 يوليو في غياب مرجان الموجود مع ماتشالا في كأس آسيا!

وسبحان مغير الأحوال، فكريسو الذي وصف بالمدرب الناجح مع المنتخب الأول في كأس خليجي 18 عندما خلف الألماني بريغل، ثم قاد الأولمبي إلى التصفيات الأولمبية النهائية بل وكان من المرشحين لقيادة المنتخب الأول في كأس آسيا، أصبح على رغم كل ذلك في خبر كان! وهو ما يشير إلى الآلية التي نقوم بها باختيار المدربين لمنتخباتنا!

لا يهمنا كريسو أو ايفان بقدر ما يهمنا منتخبنا الذي نأمل ألا يدفع ثمن ذلك التغيير، وإذا كان اتحاد الكرة حرص على تغيير مدرب المنتخب فنأمل أن يكون حرصه واهتمامه يشمل أيضا برنامج إعداد المنتخب وإقامة معسكر وتجارب قوية، وحل مشكلات اللاعبين وتهيئتهم فنيا ومعنويا لخوض التصفيات النهائية بصرف النظر عن نتائج المنتخب الأول في كأس آسيا.