الخطوة التي اتخذها اتحاد كرة القدم بإقالة مدرب المنتخب الأولمبي البوسني كريسو خطوة موفقة. أشيد بها شخصيا، وأعتبرها من القرارات الصائبة التي استمع فيها مجلس إدارة الاتحاد إلى صوت العقل. وقد سبق أن أبديت وجهة نظري الفنية فيه. كما أن اختيار المدرب الخبير ماتشالا للإشراف على المنتخب الأولمبي هو «عين الصواب» فقد كان يشرف على المنتخب الأول والأولمبي في سلطنة عمان. لذلك - فنحن في «الوسط الرياضي» نفضل دائما الحقيقة وصوت العقل، فإذا كان قرارا صائبا أشدنا به، وإذا كان قرارا «خائبا» انتقدناه. وهذا هو دور الصحافة. «فالتطبيل والتزمير والتجريح» مرفوض لدينا! إلا أنني لا أتفق مع اتحاد الكرة إطلاقا في كيفية إقالة كريسو، إذ لا يعقل أن يتعامل أكبر اتحاداتنا وأكثرها شعبية «بمسج الهاتف» في إبلاغ المدرب خبر إقالته؟!

كما لا أتفق مع اتحاد الكرة في تنفيذ قراره بمنع لاعبي المنتخب الأولمبي من المشاركة مع شركاتهم ولو أدى ذلك إلى قطع أرزاقهم. ولا أرغب في كل مرة مقارنة اللاعب الوطني باللاعب المجنس الذي فرشت له الأرض زهورا. لذلك ما أتمناه حقيقة أن يحكم مجلس الإدارة مرة أخرى صوت العقل، وأن يدرس الحلول المثلى للخروج من هذه المشكلة «المفتعلة» بأقل الخسائر. وأقصد بها هنا هروب اللاعبين - كرد فعل - من المنتخبات الوطنية. وخصوصا أن الأولمبي لن يتدرب إلا بعد فترة وعلى يد جهاز فني آخر قد تكون له كلمته في مستوى بعض اللاعبين ما قد يسبب ضياع مستقبلهم الوظيفي وضياع مستقبلهم الكروي والسبب مثل هذه القرارات!

أخيرا أهمس في أذن أخي رئيس القناة الرياضية بتلفزيون البحرين أحمد عاشور تعليقا على ما ذكره في لقائه بـ «الوسط الرياضي» قائلا: «نحن نعلم جيدا أن مهمتكم صعبة، وقد تكون مستحيلة إذا ما حاولت أن تصل إلى مستوى القنوات الرياضية الخليجية». وهنا يحضرني كلمات قالها لنا رحمة الله عليه مدير إدارة التربية الرياضية سيف جبر المسلم قبل مغادرتنا للدراسة في دورات متخصصة في كرة اليد وألعاب القوى «إنكم ستغادرون إلى دولة تملك صالات رياضية ومعدات وأجهزة أفضل منا ولكني أطلب منكم ألا تطلبوا مثلها ولكني أطلب منكم أن تتعلموا وتحققوا لبلدكم شيئا من لاشيء، شريطة أن يكون هذا العمل هو الصح...»، فأنا على يقين بجهودكم والكفاءة الوطنية العاملة معكم في تقديم مادة إعلامية جيدة فيها الكثير من الإبداع والإخلاص.

وفي آخر الكلام أنصح لوجه الله من يريد من «الكتاب» أن يتصيد لما يطرحه «الوسط الرياضي» من آراء ولقاءات... أن يبتعد عن ذلك. وألا يضع نفسه في مواقف «بايخه»! فحينما تصدينا لمشكلة عدم سفر منتخب الناشئين لكرة اليد طرحناه بصورة صحافية احترافية، إذ أخذنا وجهة نظر رئيس الاتحاد في القضية. والصحافي في «الوسط الرياضي» حر فيما يكتب من آراء في مقاله الأسبوعي الخاص به. أما الكلمات الفارغة الجوفاء فهي لا تغير أبدا من مستوى الثقافة الشخصية لمن هو يحاول أن يقفز إلى مستوى هو ليس أهلا له... «والمعنى في قلب الشاعر»!