انتقد الشيخ حسن الصفار ضعف الإعلام في العالم الإسلامي، موضحا أن العلماء والأعلام يبقون مغيّبين عن الأنظار ولا يعرف عنهم شيئا إلا عندما يحين موعد رحيلهم، في الوقت الذي أكد فيه الشيخ شاكر الفردان أن الشيخ محمد أمين زين الدين يعتبر مشروعا بأخلاقه الكبيرة التي تتجلى لكل من يبحث في سيرته. جاء ذلك في الليلة الثانية من أسبوع زين الدين الثقافي في المأتم الشمالي بكرزكان.
وركز الشيخ الصفار في الملتقى الفكري الذي أقيم على هامش الفعالية على معالم الشخصية الرسالية لزين الدين، وقال: «سنتطرق إلى أربع صفات تلخص صفاته الرسالية، وهي الإخلاص والكفاءة والإخلاص والانفتاح. أما الإخلاص فقد كان هذا الرجل مخلصا لله، وما كان يبحث عن موقع ولا منصب، وحين نقرأ حياة الشيخ زين الدين نرى أنه سار في طريق الإصلاح وقدم خدمات جليلة، وحين نقرأ عن تاريخ الحركة الإسلامية في النجف، نرى أن القادة الكبار تربوا في حجره، ويكفي أن نقرأ رسالته العملية كلمة التقوى لنرى مدى العظمة المتمثلة في هذا العالم الجليل».
وأضاف «أما الكفاءة فهي حديث آخر، إذ تميز بالثقافة الواسعة التي تفوق بها على سائر العلماء والفقهاء في عصره، وتميز بأسلوبه الأدبي في كتاباته وخطبه، ولأخلاقه بعد آخر، وأتيحت لي الفرصة بأن ألتقي به وأتذكر الاحترام الكبير الذي يبديه لنا وهو ما لم نجده عند غيره من العلماء الأقل شأنا وعلما منه على رغم أننا كنا صغار في السن».
وقال الشيخ الصفار: «أما الصفة الرابعة التي تحدثنا عنها في مكامن شخصيته الرسالية فهي الانفتاح، إذ كان زين الدين يعيش في النجف وفي تلك الفترة كانت النجف تعيش عزلة العالم، ولكن الشيخ زين الدين ومعه عدد من العلماء تجاوزوا هذه العزلة. وكان يطلع على الصحف والكتب والروايات على رغم أن ذلك كان يعد جريمة في تلك الفترة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوز العزلة الاجتماعية والتقى بالناس وتبادل معهم وشاركهم همومهم».
من ناحيته، ذكر الشيخ شاكر الفردان أن شخصية الشيخ محمد أمين زين الدين تميزت وانطبعت بمعالم الإسلام، وهو يعد مشروعا إسلاميا ببعده الأخلاقي والتربوي، واتسمت شخصيته بكل ما يحويه دين الإسلام من سماحة، فكان معلما في الأخلاق بطبعه، وكان يقول إن الإسلام دين فردي اجتماعي، وهو في اجتماعيته فردي أيضا، ينظر إلى الإسلام في سعادة الفرد كما ينظر في سعادة الأمة».
العدد 1752 - السبت 23 يونيو 2007م الموافق 07 جمادى الآخرة 1428هـ