في مقابلةٍ أجرتها الـ ( CNN) قبل أيام مع الرئيس جورج بوش، لفت نظره أن أوباما عندما زاره مؤخرا، كان مهتما بمعرفة أين ستنام ابنتاه الصغيرتان بعد انتقال عائلته إلى البيت الأبيض!
ولما سئل عمّا سيفعله بعد العشرين من يناير (موعد أداء أوباما القسم)، قال إنه سيعود إلى مدينته تكساس التي افتقدها كثيرا! أمّا عن مشاريعه المستقبلية فقال إنه يفكّر في كتابة مذكراته، وقد شرع من الآن في وضع الخطوط الرئيسية! فهو يريد أن يشرح للناس «صعوبة اتخاذ قرارات مثل التي اتخذتها»... وعلى رأسها طبعا غزو أفغانستان والعراق، والحرب على الإرهاب التي زادت انتشار الإرهاب في العالم، إضافة إلى دعم «إسرائيل» بالصواريخ «الذكية» وغير الذكية، لتتمكن من مواصلة حربها على لبنان 34 يوما!
يقال أن من أكبر المتأسفين على خروج بوش من البيت الأبيض رسّامي الكاريكاتير والكتّاب الساخرين في أميركا، لأنهم سيفتقدون رئيسا ملهما بالمواقف الكوميدية. حتى المصوّرون سيأسفون لرحيله، فمن أين سيجد أحدهم فرصة لتصوير رئيسٍ من الخلف في الأمم المتحدة، وهو يسلّم ورقة لوزير خارجيته كتب عليها: «أشعر بالحاجة للذهاب إلى (الحمّام). هل هذا ممكن يا كونداليزا»؟
على أن آخر الأخبار وأطرفها، ما بثّته وكالات الأنباء أمس، عن توزيع نشطاء أميركيين نسخة مزيفة من صحيفة «نيويورك تايمز» يفترض أن تكون صادرة يوم الرابع من يوليو/تموز العام المقبل، (أي بعد ثمانية أشهر من الآن).
التقرير يقول أن الجماعة اشتهرت بأسلوبها الهزلي في النقد الاجتماعي والسياسي، وقد وزعت مجانا أكثر من مليون ومئتي ألف نسخة في نيويورك ولوس أنجيليس. وحملت النسخة مانشيتا يعلن «انتهاء حرب العراق»، وهو الإعلان الذي سمعه العالم من بوش بعد شهرين من غزو العراق، من على ظهر بارجة أميركية، لكن الحرب استمرت خمسة أعوام. والنسخة الهزلية تضمنت أيضا خبر «إدانة بوش بتهمة الخيانة»، وهي أمنية لن تتحقق أبدا، فأبطال الحروب والمغامرات الأميركية فوق الإدانة والاتهام!
الطبعة حسب التقرير، تتكوّن من 14 صفحة، وتم طباعتها في ست مطابع مختلفة، وقام بتوزيعها آلاف المتطوعين من جمعيات حقوق الإنسان ومناهضة الحروب والدفاع عن البيئة. ومن أخبار صفحتها الأولى أيضا، أن وزيرة الخارجية (السابقة) رايس «طمأنت الجنود الأميركيين إلى أن إدارة بوش كانت تعرف جيدا أن العراق ليس لديه أسلحة دمار شامل قبل إعلان الحرب عليه»! وهناك خبرٌ هزليٌ آخر، عن إشادة شركة نفطية كبرى بإنهاء الحرب!
التقرير نقل عن المتحدثة باسم «نيويورك تايمز» تأكيدها أن هذه النسخة زائفة وقيد التحقيق، إلا أن القصة الخبرية لم تكتمل بعد للأسف الشديد! فالتقرير لم ينقل لنا ردة فعل الصحيفة «الأصلية» وهي ترى عددا مزيفا ينتشر بين أيدي القراء في اثنتين من كبريات المدن الأميركية! ولا كيف تعامل قسم التوزيع وهو يصطدم بنسخة مزيفة تغرق الأسواق!
المعروف أن تغيير الرئيس الأميركي يعني مجيء 3 آلاف موظف بالإدارة الجديدة، و»تفنيش» مثلهم. ومن سوء حظ إدارة بوش «المنصرمة»، أنه سيتم تفنيشهم في وقت أزمةٍ ماليةٍ هم كانوا وراءها، ومن الصعب أن يجدوا من يرأف بحالهم ويوظّفهم لديه!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2261 - الخميس 13 نوفمبر 2008م الموافق 14 ذي القعدة 1429هـ