في رحلة الذهاب إلى فشت الجارم التي نظمتها لجنة التحقيق البرلمانية الأربعاء الماضي، كنا في فورة حماسنا وتشوقنا لأن نطأ هذه الجزيرة، ولكن سريعا ما خالجت هذه المشاعر مشاعر أخرى منغصة ومحبطة بعد أن تم إبلاغنا من قبل منظمي الرحلة بأننا لن نتمكن من النزول إلى الفشت بسبب عدم تجهيز «اليخت» الذي أخذنا إلى هناك بالأدوات اللازمة لإنزالنا للجزيرة، خصوصا أن ارتفاع «اليخت» عن مرسى الفشت يبلغ 7 أقدام.

ولكن فور وصولنا إلى هناك وعلى رغم تحذيرات القبطان من النزول، غير أننا لم نتمكن - وخصوصا نحن الصحافيين - من المجازفة والقفز للوصول إلى المرسى، على رغم لهيب الشمس الحارقة التي لم ترحمنا يومها، ولسان حالنا يقول كيف بعدما نالت هذه الجزيرة كل هذه الشهرة، وبعد أن سنحت لنا الفرصة لزيارتها لا يمكن أن تطأ قدمنا أرضها؟ لقد كنا متشوقين لأن نرى واحدة من الــ 33جزيرة الأخرى المحسوبة علينا ضمن جزر البحرين.

البعض وجد في الجزيرة أرضا لمشروع سياحي قد يكون أفضل من «ديزني لاند»، والآخر لخص نتائج الزيارة بأن ما أثير عن بيع الفشت لم يتعد الضجة الإعلامية، وبغض النظر عن صحة ذلك أو عدمه، إلا أني أرى أن هذه الضجة الإعلامية نبهت المسئولين، الذين هم بحاجة للتنبيه من وقت إلى آخر، بأن الشعب البحريني لن ينسى هذه الجزر وسيظل يطالب بملكيته العامة لها من وقت إلى آخر.