أفغانستان، العراق، فلسطين، وأخيرا وليس آخرا لبنان... والتحرش قائم بسورية وإيران! وقد تروق لها دول الخليج بعدها لبعثرتها والله يستر من السرطان الوحشي القادم! ان الهجمة الأميركية الصهيونية لن تهدأ إلا بعد نفاد الثروة في كل مناطقنا العربية والإسلامية! باتت شعوبنا مهددة خائفة مما سيأتيه الغد من مفاجآت وكوابيس وعدم استقرار وفقر اجتماعي رهيب وفقدت شعوبنا أبسط حقوقها الآدمية وهي العيش الآمن! فلاحياة ولا ازدهار دون الشعور بأن بيتك هو لك ولن يغزوك الآخرون للانقضاض عليه وعلى أرضك وثرواتها!
ان العولمة والاستعمار الحديث جعلا من البشر حشرات يتحركون كالذباب فساد القلق بين الناس وانتشرت الكآبة. ان بلادنا العربية الإسلامية تتفتت إلى طوائف ليصغر حجمها وتسهل السيطرة عليها!
وأن ضعف الحكومات وسيطرة الصفقات العليا بين الرؤساء والمتنفذين في هذا العالم جعلت شعوبها في مهب الريح كما أن الحكام هم الذين أصبحت وظيفتهم الولاء للطغاة وإلا فهم في الميزان وقد يسحب الكرسي من تحتهم إلى غير رجعة، كما حدث للكثيرين في الماضي وأقربها لبنان حينما مزقوا رئيس وزرائها بمجرد أنه حاول الصمود في بعض الاتجاهات الوطنية! ثم تظاهروا بحمل جنازة مهيبة حزينة ومن بعدها تفعيل محاكمة يراد بها اتهام الجارة سورية لتكبيلها بمؤامرة لتكون سببا في شن الحرب عليها! كما حدث في العراق واستباحة دولة عريقة وتأديب رئيسها قتلا وتشويها وإرجاع البلاد إلى العصر الحجري. ان من يزور لبنان... يشاهد الكساد وكآبة النفوس والذين خسروا كل مدخراتهم للإعمار... ومازال البلاء والتكسير مستمرين وقبل تسديد الديون أو تنشف دماء الشهداء!
ان حالتهم حزينة للغاية وأضحت حضارة كئيبة دون ألوان من تراجع الإنسان والفقر الشديد! ان تكسير العظام العربية بات سهلا بسبب وجود مرض الهشاشة المزمن، أما أعلام الفكر والسياسة فمأساتهم هي في عدم تنفيذ القرارات التي يتخذونها بكل الجهد الذي يبذلونه فهي مجرد اجتماعات للتنفيس والتفريج عن الهموم المتجمعة! اذ ان المُمسكين بأقدارنا ومصائرنا لهم بالمرصاد وفي رفض كل الحلول المناسبة لفض النزاعات بل وخلق الجديد منها في كل يوم! وهم المسيطرون على حكامنا!
ومن يحمي الديار... انهم جنودنا البواسل والذين تعودوا على الغالي والنفيس (أكل ومرعى وقلة صنعة) فهم المميزون في الرواتب العليا والسكن المريح والعلاوات وخفض الضرائب (الحديثة)!
ودون أية دفاعات أو المشاركة فيها! وقد أضيف لهم جنود للمساهمة في الإسناد من خارج الوطن وتكون من مهماتهم حماية الديار من أبنائها في أرضهم وهم ممنوعون من المساهمة في حمايتها! وتستبدل الأجهزة الحربية والعتاد بين كل بضع سنوات لقدم صلاحيتها تكنولوجيا وبيعها لخردة الحديد! وعدم استعمالها ووجودها للديكور فقط وسببه أنه حينما تضع الحرب أوزارها في منطقتنا تتقدم أميركا وحلفاؤها للدفاع، للتأكد من عدم المساس بالثروات وتأتي بجنودها وعتادها ويبقى جنودنا مع خردة الحديد كثروة ضائعة ودون أي دور أساسي يرتجى اللهم إلا لتبذير الثروات!
متى سنرفض الوجود العسكري؟ متى سينتبه حكامنا إلى هذا العدو الغاشم متى ستثور شعوبنا ضد من سرق رجالاتنا وكبرياءنا وثرواتنا... كم نحن مشلولون وفي تراجع رهيب بحيث أصبح مستقبلنا وراءنا وحاضرنا دما وحروبا وخرابا هل يحق لنا أن نستشعر بالأمان وإلى متى ستصحبنا الكوابيس من الغزو والحروب وهل ستعود الأحلام أو يتوحد الأعراب لمنع الدويلات والتفتت الطائفي لأمة كانت يوما مشعل الحضارة ونهضتها؟ آه يازمان!
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1749 - الأربعاء 20 يونيو 2007م الموافق 04 جمادى الآخرة 1428هـ